أخبارالمقالات

أثر الدعاء في شهر رمضان المبارك.. تفسير لأهميته في تحقيق الخير والنجاح

إن مما دعانا إليه البارئ “عز وجل” وأوصانا به حبيبه المصطفى “صلى الله عليه وآله”، هو الإكثار من الدعاء لله ومناجاته في السرّاء والضرّاء، وفيما يعدّ الدعاء بحد ذاته عبادةً حثنا عليها ديننا الحنيف، فإن حلول شهر رمضان الذي تفتح فيه أبواب السماء وتكثر أوقات الاستجابة، يستدعي المسلمين الى أن يستثمروا أيامه ولياليه في التقرب إلى الله من خلال الأعمال الصالحة.

ومما يميز شهر الصيام أنه يكثر فيه الدعاء والابتهال، لعل الله “عز وجل” أن يستجيب لعباده القانتين التائبين الراجعين إليه والطامعين في كرمه، حيث إن ربّ العباد قد منحهم فرصةً لا تعوّض لكسب رضاه في هذا الشهر العظيم، شهر اليمن والبركات والمغفرة والغفران.

يعتبر الدعاء أحسن الطرق وأسرعها في التواصل بين خالق الأكوان “سبحانه وتعالى” وعباده المؤمنين، حيث أنه “سبحانه وتعالى” قد دعانا إلى أداء هذا النوع من العبادات لما تمثّله من مصدرٍ يمكن للمسلم أن يحصد من خلاله الحسنات الكثيرة والأجر العظيم، مثلما هي أيضاً وسيلة يلجأ اليها المسلم الى ربه لطلب كل ما تتوق إليه نفسه، فللمريض أن يدعو بالشفاء، والفقير بالستر، بل ولأي ذي حاجة عند الله أن يطلبها منه، فهو واسع الرحمة ومجيب الدعوات الذي وصف نفسه في محكم كتابه العزيز “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”… سورة البقرة – 186.

ومثلما ميّز الإسلام شهر رمضان المبارك بمميزات على باقي الشهور، فقد اختصّه أيضاً بأدعية خاصة به مما يمكن للعباد أن يستعينوا بها لرفع حاجتهم إلى الله في هذا الشهر الكريم الذي لا شك أنه شهر استجابة لمن أقبل عليه بقلبه وجوارحه، ومنها هذه المجموعة من الأدعية الرمضانية المتميزة.

اللهم اجعلني فيه من عبادك الصالحين القانتين المستغفرين المقربين.

اللهم اجعلني فيه من المتوكلين عليك الفائزين لديك المقربين إليك وزحزحني فيه عن موجبات سخطك.

اللهم أعني على صيامه وقيامه بتوفيقك يا هادي المضلين. وقربني إليك برحمة الأيتام، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام، وصحبة الكرام.

اللهم حبب إلي الإحسان، وكره إلي الفسوق والعصيان، وحرم علي سخطك والنيران بعونك يا غياث المستغيثين.

اللهم طهرني فيه من الدنس والأقذار، وصبرني فيه على كائنات الأقدار، وزيني واسترني فيه بالستر والعفاف، واحملني فيه على العدل والإنصاف، وآمني فيه من كل ما أخاف، بعصمتك يا عصمة الخائفين.

اللهم لا تؤاخذني فيه بالعثرات، وأقلني فيه من الخطايا والهفوات، ولا تجعلني فيه غرضا للبلايا والآفات واشرح وأمن به صدري بأمانك يا أمان الخائفين.

اللهم وفقني فيه لموافقة الأبرار، وجنبني فيه مرافقة الأشرار، وآوني فيه برحمتك إلى دار القرار، واهدني فيه لصالح الأعمال، واقض لي الحوائج والآمال.

اللهم اجعلني فيه إلى مرضاتك دليلا، ولا تجعل فيه للشيطان علي سبيلا واجعل الجنة لي منزلا ومقيلا.

وحتى يتحقق مطلب العبد عند اللجوء إلى ربّه، فيجب هنا أن يلتزم بمجموعة من الشروط، حيث أن الاستجابة تكون رهينة ومرتبطة بهذه الشروط التي لا تتحقق الاستجابة إلا بها، ومنها الابتعاد عن المعاصي والآثام، وأن يكون الداعي صالحاً سباقاً للخير دائماً، فضلاً عن المواظبة على أداء الصلاة وفي أوقاتها المحددة، والإقبال الدائم على ذكر الله “عز وجل” من خلال التسبيح والاستغفار والحمد والتكبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى