أخبارالعالم الاسلاميالعراق

موجة جفاف غير مسبوقة تغزو محافظة الأنبار وآخر ضحاياها بحيرة “عنة”

ضربت موجة جفاف جميع مدن وأقضية محافظة الأنبار غرب العراق مما أفقد المحافظة ثروتها المائية وبحيراتها ومسطحاتها، وكان آخرها بحيرة عنة، التي تقع أقصى غربي المحافظة، والتي يمر عبر أراضيها نهر الفرات قادماً من الأراضي السورية.
وذكر قائمقام مدينة عنة سعيد البدراني في تصريحٍ له تابعته “وكالة أخبار الشيعة” إن “جفاف البحيرة وخروجها عن الخدمة انعكسا سلباً على الواقع الصحي والبيئي والزراعي والاقتصادي، فضلاً عن الآثار الاجتماعية والخدمية، حيث تسببا أيضاً بانقطاع المياه عن أحياء المدينة وضواحيها”.
وأشار “البدراني” إلى أن “البحيرة تعد مصدراً مهماً للمياه ولها أهمية كبيرة في الحياة العامة للسكان، إلا أن قلة المياه الواردة من أعالي الفرات من جهة سورية، أدت إلى نفاد الخزين منذ أكثر من سنة”.
وأردف أن “محافظات الفرات الأوسط والجنوب وصلت إلى مرحلة الخطر المائي، مؤكداً تضرر الجميع من هذا النقص الحاد”.


وبيّن “البدراني” أنه “في قضاء عنة نعاني كثيراً لأن الماء الصالح للشرب ابتعد عن مضخات المياه المغذية للمدن والقرى إلى آخر نقطة في حوض النهر، بمسافة تتراوح بين كيلومتر واحد الى ثلاثة كيلومترات”.
وحذّر  أن “استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بأزمة كبيرة خلال الصيف القادم، وأن نقص الماء بهذا الشكل المستمر يزيد من نسبة تعكير المياه وتلوثها، خاصة عند انحسار المناسيب إلى نقطة تختلط من خلالها مع العيون الكبريتية وغيرها من المواد الأخرى الموجودة في الوديان”.
ولفت إلى أن “حل هذه الأزمة يعتمد على إجراءات الحكومة المركزية في بغداد، ومدى اهتمامها بهذا الموضوع، عبر قنوات التواصل مع دول المنبع، والوصول إلى اتفاقية دائمة مع تركيا لزيادة الحصة المائية”. 


بدوره، قال مدير الموارد المائية في المدينة أحمد مؤيد في تصريحٍ له تابعته “وكالة أخبار الشيعة” إن “البحيرة كانت تغذي مساحات زراعية كبيرة من الحنطة والشعير والذرة وبقية المحاصيل الرئيسية، إلا أن الخطة الزراعية في المنطقة ألغيت تماماً لتصل إلى نسبة صفر بالمائة”.
وبيّن مؤيد أن “البحيرة تحولت إلى مجرى مائي، ونسبة الجفاف فيها وصلت إلى أكثر من 60%، وعلى الرغم من أن الطاقة التخزينية لاستيعاب المياه فيها تبلغ 8 مليارات متر مكعب، إلا أن الموجود فيها اليوم لا يتعدى 30% من كمية المياه”.
يشار إلى أن عدد السكان المهددين بخطر شح المياه في مدينة عنة يتجاوز 13 ألف نسمة، والكثير من العائلات نزحت إلى مدن أخرى.
يذكر أن البحيرة كانت سابقاً موقعاً سياحياً واقتصادياً يقصدها السكان من مختلف المناطق للاستجمام وصيد الأسماك، فهي تبعد حوالي 3 كم عن مركز المدينة، وتكونت البحيرة بعد غمر مدينة عنة القديمة بالمياه نتيجة إنشاء سد حديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى