أخبارالعالم الاسلامي

محبو العترة المحمدية الطاهرة يستذكرون بالآلام ذكرى شهادة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليهما السلام)

استذكر أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، اليوم الثلاثاء الموافق للخامس من شهر صفر الأحزان، ذكرى استشهاد عزيزة الإمام الحسين السيدة رقية (عليهما السلام)، فيما شهد مرقدها الشريف في العاصمة السورية دمشق توافد الزائرين لإحياء المناسبة العظيمة.
وأقامت المواكب الحسينية من حول العالم مجالسها العزائية لإحياء شهادة هذه الطفلة العظيمة التي لاقت الآلام والمآسي الكبيرة في واقعة الطف الدامية واستشهدت على رأس أبيها سيد الشهداء (عليه السلام).
كما شهد بيت المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في مدينة قم المقدسة، إقامة مجالس العزاء الأليم بهذه الفاجعة الكبيرة، حيث جرى استذكار ما تعرّضت له من ظلامات على أيدي أعداء أهل البيت (عليهم السلام).
وأعرب المعزون في أحاديث متفرقة لـ (وكالة أخبار الشيعة) عن عظيم تعازيهم ومواساتهم للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذه الفاجعة الدامية وما حلّ على حرائرة النبوّة من المآسي في رحلة السبي من كربلاء إلى الشام.
ويروي المؤرخون والباحثون بأن السيدة رقية (عليها السلام) قد حضرت واقعة الطف الدامية، وهي بنت ثلاثة سنين، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى لما حلّ بأبيها الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من القتل، ثمّ أُخذت أسيرة مع أُسارى أهل البيت (عليهم السلام) إلى الكوفة ومن ثمّ إلى الشام.
وفي الشام أمر اللعين يزيد أن تُسكن الأُسارى في خربة من خربات الشام، وفي ليلة من الليالي قامت السيّدة رقية فزعة من نومها وقالت: أين أبي الحسين؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً، فلمّا سمعن النساء بكين وبكى معهنّ سائر الأطفال، وارتفع العويل والبكاء.
فانتبه يزيد (لعنه الله) من نومه وقال: ما الخبر؟ فأخبروه بالواقعة، فأمر أن يذهبوا إليها برأس أبيها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطّىً بمنديل، فوُضِع بين يديها، فلمّا كشفت الغطاء رأت الرأس الشريف نادت: «يا أبتاه مَن الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه مَن الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه مَن الذي أيتمني على صغر سنّي؟ يا أبتاه مَن بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه مَن لليتيمة حتّى تكبر»؟
ثمّ إنّها وضعت فمها على فمه الشريف، وبكت بكاءً شديداً حتّى غشي عليها، فلمّا حرّكوها وجدوها قد فارقت روحها الحياة، فعلى البكاء والنحيب، واستجدّ العزاء، فلم يُرَ ذلك اليوم إلّا باكٍ وباكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى