أخبارالمرجعية

الرئيس السابق لجامعة الزیتونة بتونس يثمن اهتمام المرجع الكلبايكاني بشؤون المسلمين في الغرب

ثمن الرئيس السابق لجامعه الزیتونة بتونس هشام قريسة، اهتمام المرجع الديني سماحة آیة الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبایكاني بشؤون المسلمين في الغرب.
وأشاد قريسة في رسالة، بمبادرة المرجع الكلبايكاني إلى توجيه رسالة شكر لرئيس المحكمة الدستورية النمساويّة كريستوف غرابنفاتر بعد إبطال حكم المحكمة الذي كان قد منع المسلمات من ارتداء الحجاب.

وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحیم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيّها الشيخ الجليل آية الله الصافي
لقد وصلتني رسالتك القيّمة، التي فحواها إكبارك لما قام به رئيس المحكمة الدستورية النمساويّة السيد كريستوف غرابنفاتر من إبطال حكم المحكمة الجائر الذي كان قد منع المسلمات من حقّهن في ارتداء الحجاب، وشكرك لرئيس المحكمة على هذا العدل والنصرة للحق، وإنّني بدوري أشكرك على هذه الهمة وعلى هذا الاهتمام بشؤون المسلمين في العالم الغربي.
فأرجو من الله ان يتقبّل عملك وسعيك في الصالحين وأن ينعم عليكم بالخير والعافية، وأن يمدّكم الله بصحة البدن ووفرة العقل، وكمال الحكمة، فإن الأمة الإسلامية محتاجة في هذا الزمان، المضطرب أوضاعه، المتلاطم أمواجه، إلى مزيد من الحكمة، والتبصر في سعيها إلى الله سبحانه وتعالى، والاجتماع على الكلمة، ونبذ الفرقة وترك الأوهام، وصدق النوايا، والسعي إلى الخير.
فإنّه بضاعتنا ومدّخرنا وموردنا ومصرفنا في هذه الدنيا- لو كنّا نعلم -وسبيلنا للنجاة في الآخرة، وإنّ الأمة الإسلامية عاقدة آمالها على علمائها، الذين الواجب في حقّهم أن يكونوا في مستوى ما ترجوه الأمة منهم، ان يطبّبوا أدواءها، ويبرئوا جراحها، ويجمعوا النّاس برشدهم على العمل الصالح المفيد، وعلى حسن الظنّ بالخلق، مسلمين وغيرهم، فإنّه ليس شيء أعظم في التراحم والتودّد.
وأدعى إلى الإلف والتحابب من حسن الظنّ، وإنّ الأمة قد عانت كثيرا من التخوّن والتشكيك، والاتهام بالتضليل والفسوق والنفاق وإنّه لم يكن في أمّة في سالف أزمانها، أو حاضرها، من التشتت والهوان والضعف وانحدار الهمة، وغياب الإرادة، والتخلّي عن المسؤولية، كما هو حال الأمة اليوم فلنسخّر-جميعاً-ما بقي لنا من عمر وجهد وحكمة، في سبيل هذا المبدأ العظيم، ان نجتمع على التّقى وأن نكفّ عن نبش الماضي، وأن نحسن الظن بالناس، غائبهم وشاهدهم، كما هو حسن ظنّنا بالله.
وأن نوكل أمر حسابهم إلى ربّهم فهو أعلم بسرائرهم وعلانيّتهم وما أخفت صدورهم وهو ألطف بخلقه، وأعذر لهم، من بعضهم لبعض، وإنه ليس شيء أجلب لرحمة الله وعفوه، من ان يرانا، متصافين، متآخين، متراحمين، ولعل الله سبحانه وتعالى ينفع الأمة بعلمائها، فلنترك ألقابنا، وانتساباتنا، إن كان ذلك عائقاً في جمع شملنا، و في تكافلنا ووحدتنا، وليكن شعارنا الإسلام، ودستورنا القرآن، وأسوتنا نبيّنا صلى الله عليه واله، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
دمتم في حفظ الله وعونه
مخاطبكم الساعي إلى إرضاء ربّه
هشام قريسة
جامعة الزيتونة بتونس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى