أخبارالعالم الاسلاميالعراق

كربلاء: الاحتفاء بولادة الإمام علي (عليه السلام).. شعائر وذكريات

شيعة ويفز/ خاص
تُظهر صورة فوتوغرافية، اُلتقطت سنة (1379 للهجرة) إقامة محفل حاشد في الحسينية الطهرانية بمدينة كربلاء المقدسة، بذكرى ولادة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد اعتلى منصّة الاحتفال الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدّس سره) وهو يلقي كلمة بالمناسبة.
ويحتفظ أهالي كربلاء المقدّسة، وعموم شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بذكريات خاصة عن إقامة المواليد والأفراح بذكرى ولادة إمام العدالة الإنسانية، وهي طقوس بعضها بقي كما هو وأخرى تطوّرت بفعل الزمن، لكنها بقيتْ متوّجة بالذكرى العطرة.
يقول الحاج عباس السلطاني لـ (شيعة ويفز): إنّ “الاحتفالات بذكرى ولادة الإمام علي (عليه السلام) كانت تقام في كل بيت وحسينية ومسجد، إضافة إلى إقامتها وسط المدينة قرب مرقد الإمامين الهمامين الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)”.
ويضيف أنّ “الاحتفالات فيما مضى كانت لها طقوسها، من بينها نصب مجسّم الكعبة المشرفة وسط ساحة الإمام علي (عليه اسلام) في مركز المدينة، احتفاءً بذكرى صاحب وليد الكعبة الذي لم تعرف البشرية ولادة مثل ولادته”.
ويشير إلى أنّ “السادة من آل الشيرازي كانوا يحرصون على إقامة احتفالية كبرى بولادة الإمام أمير المؤمنين (عليهم السلام)، وهي عادة جرى عليها السيد محمد الشيرازي والسيد حسن الشيرازي (أعلى الله مقامهما الشريف) ومن بعدهما السادة الأجلاء الذين يمثلون حوزة كربلاء الرشيدة”.
وعادةً ما كان الاحتفال بالذكرى العلوية المطهرة، تتخللّها إيقاد الشموع وإقامة سرادق خاصة للفرح بالمناسبة فضلاً عن نشر مظاهر الزينة والفرح في العتبات المقدسة والشوارع والأسواق وأمام البيوت، ويتنافس الشعراء والخطباء على إحيائها بقصائدهم وكلماتهم التي تتغنّى بالوصيّ علي (عليه السلام).
وبمرور الزمن، أصبح إحياء هذه المناسبة المباركة، طقساً سنوياً اعتاد عليه أهالي كربلاء المقدسة، كبقية المدن والمحافظات والقصبات التي تتشرّف بالانتماء للإسلام المحمدي العلوي الأصيل.
وتحدّث الرادود الحسيني الملا عبد الأمير الأموي الكربلائي لـ (شيعة ويفز) عن ذكرياته حول إحياء مواليد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ومنها مولد الإمام علي (عليه السلام)، مشيراً إلى أن “فترة الستينيات والسبعينيات كانت تشهد إحياء المواليد العطرة للأئمة الأطهار (عليهم السلام) وخاصّة مولد أمير المؤمنين والإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس والإمام المهدي (عليهم أفضل الصلاة والسلام)”.
ويضيف بأنّ “كربلاء كانت تشهد إقامة احتفالية مركزية بذكرى ولادة الإمام علي (عليه السلام) تُقام على مستوى عالٍ من التنظيم والحضور، وتحتضنها كل سنة الحسينية الطهرانية في المحافظة”.
ولفت إلى أنّ “الاحتفالات الأخرى المقامة في كربلاء كان يحييها ويحرص على إقامتها الشاعر المرحوم الشيخ عبد الأمير الترجمان (رحمه الله)، وبعد وفاته استمر بإحيائها الشاعر والرادود الحسيني الراحل الحاج عزيز الكلكاوي (رحمه الله)”.
أما الشاعر الحسيني هيثم سعودي الكربلائي فيقول لـ (شيعة ويفز) إن “للاحتفال بذكرى ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) طقوس خاصة، وكانت الإخلاص ورضا أهل البيت (عليهم السلام) جوهرها ومحورها”.
ويضيف بأنّ “من القصائد المخلّدة في هذه المناسبة قصيدة (شيكول الكَلب دسمعْ يحيدر).
من جهته يؤكّد الباحث والكاتب السيد شاكر القزويني بأنّ “الاحتفال بذكرى مواليد أهل البيت (عليهم السلام) يعني أننا يجب الالتزام بتعاليمهم ووصاياهم”.
ويستشهد القزويني بحديث الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: (شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)، مبيناً “يجب أن نطبّق قول إمامنا الصادق (عليه السلام) ونستذكر أئمتنا الأطهار”.
ويشدّد القزويني في حديثه لـ (شيعة ويفز) على “ضرورة إقامة الاحتفالات والأفراح بذكرى الولادات العطرة، وإدخال السرور على قلب صاحب الأمر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)”.
ويضيف بأنّ “خدمة أهل البيت (عليهم السلام) توفيق من الله (سبحانه وتعالى) بعد أن جعلنا من شيعتهم ومواليهم، ويأتي هذا باستذكار أفراحهم وأحزانهم والسير على نهجهم القويم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى