أخبارالعالم

“واعظ شيعي” ينجح بنشر السلام في قرية نائية بكمبوديا

أصبح المسلمون الشيعة والسنّة في قرية “فيهير سامبو” النائية بدولة كمبوديا (تشام) يعيشون في سلام خلال السنوات العشر الأخيرة، بعدما كان هنالك تخوّف لدى أبناء الطائفة السنية من أي شيء يتصل بـ (الشيعة) وعقائدهم، ويعود الفضل بذلك إلى رجل شيعي دخل هذه القريّة وجعل أهلها متحابين فيما بيهم ومحبّين لآل البيت (عليهم السلام).
القرية الكائنة في بلدة تبونج خوم الواقعة على بعد حوالي 20 كم شرق العاصمة الإقليمية كامبونج تشام برا من جنوب شرق آسيا، كانت منطوية على نفسها، وكانت غالبية القاطنين فيها يتبعون المذهب الشافعي وبعض من الأقليات المسماة بـ (الملاوية).
وفي الربع الأخير من عام 2014، كان سكان هذه القرية الجوفاء النائمة الذين يعتمدون على محاصيل القوت مثل الكسافا ومزارع المطاط لأصحاب الحيازات الصغيرة وزراعة الأرز على خلاف مع بعضهم البعض، وكان القرويون (السنة) في البدء مستائين من تواجد الشيعة بينهم، وكان هنالك تقاطع فيما بينهم.
إلا أنه بحلول عام (2020) تغيّر كل شيء هناك، حيث أصبح معتنقي الطائفتين يعيشون في وئام وسلام، ويحضرون قاعات الصلاة أو المساجد لبعضهما البعض، ويسمحان بالتزواج بينهما وحضور المناسبات المشتركة.
ويعود هذا التحوّل المفاجئ في القرية، إلى واعظ شيعي يُدعى (زين محمد) الذي عمل على التعريف بالتعاليم الشيعية الأصيلة، ونشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) بين أهالي القرية.
ويقول أحد أفراد الشيعة في القرية، ويدعى (سيث مات) في حديث صحفي تابعته (شيعة ويفز): إن “الوضع في قريتهم لم يكن على ما يرام، فلم تكن هنالك لقاءات أو زيارات بين أبناء الطائفتين المسلمتين، ولا نحضر الاحتفالات سوى احتفالاتنا الخاصة، حتى تغيّر الأمر وأصبح الوئام والسلام يعمّ قريتنا”.
ويضيف، “الآن الأمر مختلف، حيث يحضر أتباعنا المساجد السنية ويحضر طلابهم في بعض الأحيان فصولنا التي تقام لمدة ساعتين يوميًا، كما عرضنا مساعدة الطلاب السنة في الحصول على منح للدراسة في الخارج”.
ويبين أنّ “القرية شهدت مؤخراً بناء مدرسة دينية تضم (18 فصلاً دراسياً) وقام ببنائها أتباع أهل البيت (عليهم السلام) من الشيعة عبر تبرعات قدمها عدد من المؤمنين الخيرين، وأصبحت تستقبل التلاميذ من الطائفتين المسلمتين وليست حكراً على الشيعة فقط”.
ويشير إلى أن “هنالك حوالي 50 طالباً وطالبة مسجلون في المدرسة، ويتلقّون دروساً دينية بانتظام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى