أخبارالعالم

ثلاثةُ أعوام على رحيل المستبصرة الفرنسية (مريم أبو الذهب).. وطريق الزائرين لا يزال يحتضن جثمانها

شيعة ويفز/ خاص

فُتِنت بالشيعة حتّى تركت دينها المسيحية ودخلت لرحاب مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، ولتكونَ نهايتها الأخيرة موسّدة الثرى على طريق زائري الأربعينية في إحدى الحسينيات المقامة على طريق (كربلاء ـ النجف) وتحديداً عند العمود (172).
إنّها المستشرقة والمستبصرة الفرنسية الراحلة (مريم أبو الذهب) أو ما تعرف سابقاً باسم (ماري بيير والكمان) التي مرّت أيام على إحياء الذكرى الثالثة لرحيلها.. وتروّي (شيعة ويفز) قصّتها لكم:
وُلدت مريم أبو ذهب عام 1952 في عائلة كاثوليكية بفرنسا، واعتنقت الإسلام عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها. وحصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد باريس للدراسات السياسية ودرّست فيه. كما كانت أيضًا زميلة أبحاث في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية لسنوات، حيث درست العلاقات الاجتماعية بين الشيعة والسنة في باكستان وأفغانستان.
وخلال رحلاتها إلى منطقة غرب آسيا، قامت مريم أبو الذهب بعدة زيارات إلى الأضرحة المقدسة للأئمة الأطهار (عليهم السلام) في العراق، والتقت بأكاديميين ورجال دين عراقيين، وأوصت قبيل وفاتها أن تدفن إلى جانب طريق الزائرين الوافدين إلى كربلاء.
وقد افتتنت أبو الذهب بالثقافة الشيعية الثرية في لكناو، وتحولت رسميًا من الكاثوليكية إلى الإسلام الشيعي في المسجد الكبير بباريس في عام 1975، واعتمدت مريم اسمها المسلم. ثم انتقلت إلى دمشق بعد عام، بعد زواجها من ناظم أبو ذهب، وهو مسلم من عائلة سورية.
وقد ألفت العديد من الكتب، لعلها أبرزها كتاب (باكستان: مشهد من الإسلام)، فقد كانت امرأة فرنسية رائعة كرّست حياتها للبحث في إسلام جنوب آسيا وباكستان وأفغانستان.
وفي عام 1982، تطوعت أبو الذهب في إحدى المنظمات الفرنسية غير الحكومية، وانتقلت إلى أفغانستان كعامل إغاثة، وطورت خبرتها في مجتمع باختون، وركزت بعثاتها إلى المقر الرئيسي في أفران بشكل واضح على الجانب الاجتماعي والاقتصادي للصراع، كما كانت مفتونة أيضًا بباكستان بسبب اهتمامها بالإسلام الشيعي والإسلاميين. ونُشرت مقالاتها البحثية الثاقبة عن باكستان في عدة كتب خلال الخمسة عشر عامًا الماضية من حياتها.
وفي السنوات القليلة الماضية من حياتها، زارت أبو الذهب مدينة النجف الأشرف، عدة مرات بدعوات من مؤسسة الكلمة للحوار والتعاون والتقت مع عدد من الشخصيات الدينية المهمة والشخصيات الأكاديمية والمدنية وساهمت في مشروع كرسي اليونسكو لجامعة الكوفة وحاضرت في كليات الآداب والتربية الاساسية والقانون والسياسة في جامعة الكوفة كما حاضرت في مؤسسة اليتيم الخيرية والمكتبة الأدبية ومؤسسة المرأة العراقية في النجف. وقد أودعت (20٪) من تركتها في مؤسسة للصرف على بعثات طلبة الدراسات العليا الفقراء من باكستان للدراسة في باريس و (40٪) لمساعدة ضحايا العنف من نساء باكستان و(40٪) على الفقراء من ذوي الاحتياجات الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى