دراسة أممية تحذر: لبنان على شفا انهيار كارثي وتدعو لتدخل دولي عاجل

حذرت دراسة أممية صادرة عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من أن لبنان يواجه خطرًا كبيرًا بانهيار كارثي نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
الدراسة التي حملت عنوان “الأثر المتعدد الأبعاد للاعتداءات الإسرائـ،ـيلية على لبنان” أكدت أن الوضع الأمني والخدمي والصحي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد يتدهور بسرعة، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً.
وأشارت الدراسة إلى أن الاعتداءات الأخيرة أسفرت عن استشهاد 569 شخصًا وإصابة 1850 آخرين، بينهم أطفال ونساء، في واحدة من أكثر الهجمات الجوية دموية على لبنان خلال القرن الحالي. كما أدت الهجمات إلى نزوح جماعي لأكثر من 200 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، مما خلق أزمة إنسانية حادة وزاد من تقييد الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وفي الجانب الصحي، أكدت الدراسة أن النظام الصحي اللبناني، الذي كان يعاني أصلاً من ضغوط كبيرة، بات الآن على شفا الانهيار، حيث تكافح المستشفيات للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى والنازحين. وتوقعت الدراسة أن يؤدي النزاع إلى زيادة معدلات الفقر بشكل حاد، خاصة في المناطق الجنوبية مثل محافظة النبطية التي قد تصل فيها نسبة الفقر إلى 94%.
أما من الناحية الاقتصادية، فقد أوضحت الدراسة أن قطاعات رئيسية مثل السياحة والزراعة تعرضت لأضرار بالغة. حيث توقعت أن يخسر قطاع السياحة أكثر من 3 مليارات دولار، بينما تسبب استخدام القنابل الفوسفورية الحارقة في تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما يهدد الأمن الغذائي في البلاد ويعقد جهود التعافي.
الدراسة دعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل إنهاء النزاع ومعالجة جذوره، مؤكدة على أن مؤسسات الدولة اللبنانية باتت على حافة الانهيار نتيجة نقص الموارد والدعم الدولي، مشيرة إلى ضرورة تبني نهج منسق للتعافي وإعادة الإعمار لضمان استقرار لبنان على المدى الطويل.