أخبارالعالم

اليمين المتطرّف يحكم إيطاليا.. هل توصَد أبواب روما أمام اللاجئين؟

حقَّق تحالف اليمين المتطرّف الإيطالي انتصاراً كاسحاً في الانتخابات البرلمانية، يوم الأحد، وبالتالي سيكلّف بتشكيل الحكومة المقبلة، التي من المرجّح أن تنتهج سياسات متشددة في عدائها لللاجئين، بعد أن كانت البلاد الأكثر استقبالاً لهم في الاتحاد الأوروبي.
جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية الإيطالية، يوم الأحد، كما تنبَّأت بها استطلاعات الرأي طوال فترة الحملة الانتخابية. إذ فاز تحالف اليمين المتطرف بالأغلبية الحكومية، وحلّ حزب “إخوة إيطاليا” الذي يتزعّم التحالف أولاً، بحصده نسبة 26% من الأصوات.
وتُعدّ إيطاليا إحدى أكثر الدول الأوروبية استقبالاً للاجئين، وإلى حدود 21 سبتمبر/أيلول الجاري، عبر إلى شواطئها أزيد من 68 ألف لاجئ فقط عبر جزيرة لامبيدوزا.
ووفقاً لتقارير مكتب الإحصاء الوطني الإيطالي، يُقيم نحو 5.2 مليون مهاجر في إيطاليا مشكّلين نسبة 9% من سكان البلاد، فيما يصعب تحديد أرقام المهاجرين السريين.
ومثّل هذا الواقع نقطة محورية في الحملة الانتخابية لتحالف اليمين، الذي تجتمع الأحزاب المكوِّنة له على نصب العداء للمهاجرين واللاجئين، وتتوعد بغلق أبواب البلاد أمام عمليات عبورهم واستقرارهم إذا ما فازت بالانتخابات.
وأحد أبرز المؤشرات على ذلك اختيار زعيم حزب “الرابطة” اليميني المتطرّف، ماتيو سالفيني، إطلاق حملته الانتخابية الأخيرة من جزيرة لامبيدوزا، المحاذية للسواحل التونسية، والتي تُعدّ أبرز نقطة استقبال للاجئين في أوروبا والعالم.
وقال سالفيني وقتها في اجتماع خطابي: “من يحقّ له المجيء إلى إيطاليا يأتي في الطائرة وليس في زورق مجازفاً بحياته، ومن لا يحقّ له ذلك، فلا يأتي”.
من جانبها، لا تقلّ جورجيا ميلوني، المرشحة لقيادة الحكومة، عداءً للمهاجرين من زميلها سالفيني.
ذلك ما عبّرت عنه طوال مسيرتها السياسية، وجددته خلال الحملة الأخيرة، إذ اتّهمت في أحد الاجتماعات الخطابية الدول المغاربية بأنهم “يسمحون لآلاف المهاجرين للعبور، من أجل أن يبيع الرجال المخدرات وتمارس النساء البغاء، لن أسمح لهم بذلك ولدي فكرة أخرى عن التضامن”.
هذا وحذّر المفوض الأممي السامي لشؤون الهجرة فيليبو غراندي، من تصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين في إيطاليا، والارتزاق منه سياسياً ممّن وصفهم بـ”نوع معيّن من القومية الزائفة التي تدافع عن العديد من الأشخاص الانعزاليين”.
وقال غراندي: “عندما نصوّت، دعونا نختار أولئك الذين يُدركون هذا التعقيد في الهجرة، ويضعون التعاون في البلد أولاً للعمل معاً بروح بنّاءة، فدون التعاطف الصادق مع هذا البُعد الإنساني، وليس فقط السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فإنّ أيّ ردٍ محكوم عليه بالفشل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى