جدّد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) وصاياه للحكومات العربية والإسلامية بالعمل وفقَ سياسة الرسول الأكرم وأهل بيته (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام)، لما فيه سعادة الناس وصلاحهم وضمان عيشهم الكريم على الصعد كافة.
وقال سماحة المرجع الشيرازي خلال كلمته بجموع المعزين بمناسبة ذكرى استشهاد خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله): إنّ “التحديات والأزمات الكبيرة التي تواجه البشرية اليوم تستدعي الرجوع إلى سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والاستفادة من تجاربه في الحكم والسياسة لإيجاد الحلول الناجحة والفعالة”، مبيناً أن “التاريخ البشري لم يعرف حكماً وسياسة مثلى إلا في زمن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ومن بعده في حكومة وصيه أمير المؤمنين (عليه السلام)”.
وأوضح سماحته أن “العمل بالسيرة العطرة لنبيّ الرحمة ستضمن صلاح الناس إلا أنّها تغيض منافقي العصر الذين يسيرون إلى الآن بسياسة المنافقين الأوائل الذين وقفوا بوجه النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وشنّوا ضده أكثر من ثمانين حرباً في أقل من عشر سنوات من حكمه الشريف، ومع ذلك وقف بوجههم واستطاع إرساء حكومته الإلهية وتحقيق العدالة التي تنشدها البشرية جمعاء”.
كما لفت سماحته إلى “الأثار السيئة المترتّبة نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة من قبل بعض الحكام العرب والمسلمين، بينها الجوع والتجهيل وحالات الانتحار والخطف وضياع كرامة الإنسان المسلم وحقوقه”، مستفيضاً بحديثه بالإشارة إلى “عظمة سياسة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي لم تشهد حكومته جائعاً واحداً أو مخطوفاً واحداً، فقد وضع خلال حياته سياسة اقتصادية ناجحة لجميع المسلمين بما يضمن العيش الكريم للجميع والتي لا نجد نظيراً لها في العالم كله”.
وأكّد المرجع الشيرازي أن “سبب المشاكل الاقتصادية اليوم في الدول الإسلامية وحتى غير الإسلامية يعود لعدم الأخذ بالاقتصاد الإسلامي الصحيح والتعريف به والتبليغ عنه، مع أنّ سيرة وسياسة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) واضحة ومعروفة للجميع ولكنهم يعرفون نعمة الله وينكرونها”، مستطرداً بالقول أنّنا “جميعاً تقع علينا المسؤولية الكاملة للتعريف أكثر بسيرة النبي وآله (صلوات الله وسلام عليهم) ليطلع عليها العالم ويعمل بها”.
