أكاديمي أمريكي: التعاليم القرآنية تمهد لمجتمع قائم على الحرية والمساواة
في مقال علمي لافت، أكد أستاذ القانون الأمريكي “ديفيد فورت” أن التعاليم الإنسانية في القرآن الكريم تحمل منظومة متكاملة من المبادئ التي كان يمكنها تمهيد الطريق مبكراً لحظر العبودية، وضمان الحريات الدينية، وتحقيق المساواة الاجتماعية للمرأة.
ووصف فورت الرسالة القرآنية بأنها “نموذج شامل للعدالة والحرية”، مستشهداً بآيات تدعو إلى التحرر من العبودية، مثل قوله تعالى: (فك رقبة) (البلد: 13)، و(فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً) (النور: 33)، مشيراً إلى أن هذه الدعوات ليست مجرد إلغاء للعبودية الجسدية، بل تهدف إلى القضاء على الظلم البنيوي والاجتماعي.
وفيما يتعلق بحرية الدين، أشار الأكاديمي الأمريكي إلى آيات محورية مثل (لا إكراه في الدين) (البقرة: 256)، و(لكم دينكم ولي دين) (الكافرون: 6)، مؤكداً أن هذه النصوص تضع أسساً للتعايش السلمي والتعددية، حيث تعتبر الإيمان اختياراً شخصياً بعيداً عن أي إكراه ديني.
كما تطرق المقال إلى رؤية الإسلام الإصلاحية في شأن المرأة، مستدلاً بآيات مثل (إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) (آل عمران: 195) و(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة: 228)، التي تعكس مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة كشريكين متكاملين في بناء المجتمع.
وأشار فورت إلى أن التعاليم القرآنية ليست مجرد نصوص تاريخية، بل مبادئ حيّة قادرة على إلهام المجتمعات الإسلامية لإعادة بناء قيمها على أسس الحرية والمساواة، داعياً إلى قراءة حديثة وتحررية للنصوص المقدسة، بما يعيد وضع الإنسان في مركز الاهتمام ويسهم في التصدي للظلم بكافة أشكاله.