أزمة الكهرباء تفاقم معاناة كربلاء: مظلومية مستمرة وسط انعدام العدالة
تشهد مدينة كربلاء المقدسة أزمة خانقة في تجهيز الكهرباء، جعلتها في “عين العاصفة” نتيجة التراجع المستمر في إمدادات الطاقة، بالتزامن مع توقف تصدير الغاز الإيراني منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتفاقمت هذه المعاناة مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، مما زاد من صعوبة حياة السكان الذين يعتمدون على الكهرباء لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وبحسب نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، محفوظ التميمي، تحصل المحافظة حالياً على 550 ميغاواط فقط، بينما تحتاج كحد أدنى إلى 2200 ميغاواط. وأشار إلى أن نصف الكمية المتوفرة تُخصص لمشاريع الطوارئ مثل المستشفيات وشبكات المياه والمواقع الأمنية، مما يترك أقل من 250 ميغاواط لتلبية احتياجات المواطنين، وهو ما لا يكفي لتشغيل السخانات أو المدافئ.
وأوضح التميمي أن كربلاء تُجهز بساعة واحدة من الكهرباء مقابل خمس ساعات انقطاع، مقارنةً بمحافظات أخرى تصل فيها ساعات التجهيز إلى 20 ساعة يومياً. ووصف ذلك بأنه “غياب للعدالة”، مؤكداً أن كربلاء تُعامل كمحافظة “مظلومة”، رغم خصوصيتها الدينية وأعداد الزائرين الكبيرة التي تستقبلها على مدار العام.
ويعاني أهالي كربلاء من صعوبة الحصول على المواد البديلة للكهرباء مثل النفط والغاز، حيث لا تكفي الحصة المخصصة لتلبية احتياجات الأسر، وأشار المواطنون إلى اضطرارهم للجوء إلى السوق السوداء لشراء هذه المواد، مما يثقل كاهلهم المادي.
وطالب السكان الحكومة المحلية ووزارة الكهرباء بإيجاد حلول عاجلة، خاصة للأطفال الذين يحتاجون إلى التدفئة والاغتسال خلال فصل الشتاء القارس، مع اقتراب موعد امتحانات منتصف العام الدراسي.
من جهته، أشار عضو لجنة النفط والغاز في مجلس النواب، باسم الغريباوي، إلى أن الأزمة تعكس سوء إدارة ملف الكهرباء من قبل الحكومات المتعاقبة، وأكد أن الاعتماد على الغاز الإيراني وحده “غير معقول”، مشدداً على ضرورة تطوير بدائل مثل استخدام النفط الخام والمشتقات الأخرى، موضحاً أن البرلمان بصدد تشكيل لجنة تحقيقية لمراقبة توزيع حصص الكهرباء بين المحافظات، لضمان تحقيق العدالة في تجهيز الطاقة.
وتعاني كربلاء من أزمة كهرباء مستمرة تعود جذورها إلى عقود مضت، لكن الأزمة الحالية تُبرز بشكل واضح مظلومية المحافظة، ليس فقط بسبب ضعف التجهيز، بل أيضاً نتيجة غياب خطط جادة تعكس خصوصيتها كمحافظة تستقطب ملايين الزائرين سنوياً. ومع استمرار تجاهل معاناة سكانها، يبقى السؤال: متى تجد كربلاء حلاً عادلاً لأزمتها المزمنة؟