العالم الاسلامي

الامام الشيرازي: الشيعة امم وشعوبا تتمايز فكريا وثقافيا واجتماعيا

اعلنت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية عن ارسالها بيانا جديدا الى مؤتمر قمة العشرين المنعقد في استراليا، تناول جانبا مهما من قضية الشعوب والمجتمعات المسلمة الشيعية.

اعلنت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية عن ارسالها بيانا جديدا الى مؤتمر قمة العشرين المنعقد في استراليا، تناول جانبا مهما من قضية الشعوب والمجتمعات المسلمة الشيعية.

واكد بيان المؤسسة على ان اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام من المسلمين الشيعة باتوا يعانون انتهاك حقوقهم الوطنية والاجتماعية في بلدانهم بسبب بعض التصورات الخاطئة التي تروج لها بعض الجهات لاغراض سياسية تجانب الحقيقة.

وفي ما يلى النص الكامل لبيان مؤسسة الامام الشيرازي قدس سره:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير.

صدق الله العلي العظيم

اصحاب السيادة والريادة والسمو قادة مؤتمر قمة العشرين في استراليا، تهديكم مؤسسة الامام الشيرازي العالمية اطيب التحايا وتتمنى ان تتكلل جهودكم في خدمة القضايا الانسانية جمعاء، وان ترتقي مسؤولياتكم الى اسمى درجات الاخلاص والتفاني.

ايها السادة الكرام، في رسالة المؤسسة الثانية التي تضعها بين ايديكم، قضية انسانية وجوهرية معقدة التفاصيل ومتداخلة الرؤى لدى اغلبكم او بعضكم، نظرا لتراكم الاجتهادات التاريخية والسياسية حولها على مدى عقود خلت، حتى التبس على الكثيرين حقيقة الامر، والصورة الجلية لما نحن نلفت اليه انظاركم الكريمة.

اذ اصبحت المجتمعات الشيعية في مختلف انحاء العالم ينظر لها بعين عرقية او عنصرية خاطئة، انسحب عليها ان تحسب تلك المجتمعات المختلفة للاقوام الاسلامية التي تتخذ المذهب الشيعي الجعفري على دولة دون سواها، او نظام سياسي دون آخر، مما يعد مغالطة تاريخية ودينية وانسانية لا يمكن التغاضي عنها لعدة اعتبارات مهمة انتم ادرك من ان نستعرضها في هذه الرسالة.

فالمسلمون الشيعة ايها السادة، كانوا ولازالوا أمما وشعوبا واعراق مختلفة، تتباين لديهم التوجهات السياسية والثقافية والفكرية، ولم يكونوا يوما من ايام تبعية لايران على سبيل المثال او غيرها، كون المذهب الشيعي الجعفري يعم البلدان وعابر للقارات وينتهجه مختلف المسلمين المنتشرين على ارض البسيطة.

وان كانت ايران او غيرها من الدول ذات الاغلبية الشيعية تلتزم بتعاليم المذهب الشيعي او تستند عليه في شؤونها الفقهية، او تعتمده كمرجع ديني لها، فهذا لا يعني ان تنسحب الهوية الايرانية على بقية المسلمين الشيعة من مواطني الدول الاخرى، كما يعتقده الكثير من المتابعين او المراقبين في سوء تقدير او قصر نظر.

اذ تلفت المؤسسة الى ان تلك الاعتبارات الخاطئة بحق الشيعة كلفتهم الكثير من حقوقهم الانسانية والوطنية داخل بلدانهم في اكثر من مكان، مما افضى الى انتهاكات متباينة طالت الافراد الشيعة والمجتمعات على حد سواء، خصوصا في بلدان الشرق الاوسط.

وهذا الامر يعد دون ادنى شك خطيئة كبرى سيما عندما يجرد الفرد الشيعي عنوة من الحقوق والواجبات المترتبة عليه كمواطن اصيل في بلده، وما يجري في دول البحرين والسعودية ومصر وبلدان المغرب العربي، فضلا عن بعض دول شرق اسيا، خير دليل على ما نذهب اليه في مقامنا هذا.

ايها السادة،  لقد بات هذا الخرق الانساني من عواجل الامور واكثرها الحاحا، نظرا لانعكاسها على ضمانة السلم الاجتماعي والعدالة البشرية، مما يستدعي الاخذ بالحسبان خلال قمتك هذه تداول هذا الشأن والتعاطي في الحلول والمقترحات الناجعة لتدارك الامر.

والله ولي التوفيق

مؤسسة الامام الشيرازي العالمية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى