موكب عزائي مهيب لأهالي المدائن يستذكر مصاب الطف عند مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام
أحيا خَدَمَةُ مزار الصحابيّ الجليل سلمان المحمّدي رضوان الله عليه بالتعاون مع موكب أنصار السيّدة رقيّة عليها السلام في مدينة المدائن، ذكرى واقعة الطف الخالدة وشهادة سبط رسول الله الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (على نبيّنا وعليهم أفضل التحيّات والسلام)، وذلك عند المرقدَيْن الطاهرَيْن للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس عليهما السلام، وبموكبٍ عزائيّ مهيبٍ اعتاد في مثل هذه الأيّام من شهر الأحزان أن يفد إلى كربلاء ويستذكر هذه المصيبة.
المعزّون المشتركون في هذا الموكب اصطفّوا على شكل كراديس متّصلة فيما بينها، وكانت بداية فقرتهم العزائيّة عند مرقد أبي الفضل العبّاس سلام الله عليه، حيث عُقِد مجلسٌ عزائيّ شمل قراءة بعض القصائد واللّطميات والمراثي الحسينيّة، التي أعادت إلى الأذهان وقدحت في الذاكرة ما جرى وحلّ بأهل بيت النبوّة عليهم السلام، في مثل هذه الأيّام على هذه الأرض من قتلٍ وتسليبٍ وحرقٍ للخيام وغيرها من الجرائم اللاإنسانيّة.
لينطلقوا بعدها باتّجاه مرقد سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، لإقامة نفس المراسيم التي أُقيمت داخل صحن أبي الفضل العبّاس عليه السلام، وقد صدحتْ حناجرهم بهتافاتهم الحماسيّة المعبّرة والمجسّدة لمشاعر المواساة والحزن بذكرى استشهاد أبي عبد الله الإمام الحُسين سلام الله عليه)
من جهةٍ أخرى فقد قدَّمت الأمانةُ الخاصّة للمزار شكرها وتقديرها لكلٍّ من العتبتَيْن المُقدّستَيْن لحُسن الاستقبال وكرم الضيافة.
يُذكر أنّ العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية ما زالتا مستمرّتَيْن باستقبال مواكب العزاء الحسينيّ من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة، فهناك مواكبٌ تأتي لتقديم التعزية حسب التوقيتات التي وضعها قسمُ المواكب والهيئات الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، سواءً في الأيّام العشرة الأولى أو الثانية أو الثالثة من شهر محرّم الحرام، وهكذا يستمرّون لحين انقضاء شهر صفر الخير.