أخبارالعالم

مراسيم عاشوراء الأليمة.. مادة إخبارية تشغل وسائل الإعلام العالمية

شيعة ويفز/ خاص
شكّلتْ مظاهر الحزن والعزاء الحسيني للمسلمين الشيعة في العالم، في شهر محرّم الحرام هذا العام، مادةً إخبارية دسمة لمئات المواقع الإلكترونية ووكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية، التي كثّفت من تغطياتها اليومية للشعائر الحسينية المقامة.
ورصدتْ (شيعة ويفز) الزخم الإخباري للكثير من وسائل الإعلام العالمية، حول الشعائر الحسينية المقدّسة المقامة من قبل المسلمين الشيعة بذكرى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام).
فقد نشر الموقع الإخباري الروسي (كورير سريدا)، ريبورتاجاً صحفياً، أشار فيه إلى ذكرى عاشوراء الأليمة، وكيف يحييها أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، عبر إقامة الطقوس والشعائر الدينية وزيارة العتبات المقدّسة وطبخ وتوزيع الطعام باسم الإمام الحسين (عليه السلام) على الزائرين.
وأشار إلى أن “المسلمين حول العالم يحيون يوماً لا يُنسى في حياتهم ويسمى يوم عاشوراء، والذي يوافق للعاشر من شهر محرّم الحرام، ويصادف هذا العام ليوم التاسع عشر من آب/ أغسطس”.
وأضاف بأنه “في أكتوبر من العام (680 ميلادية ـ 61 للهجرة) حدثت فاجعة مأساوية في تاريخ المسلمين، تمثّلت بمقتل حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين (عليه السلام) في معركة الطف، ويعتبر هذا الليوم مقدّساً ويوماً للحزن والعزاء بالنسبة للشيعة”.
وأوضح بأنّ “الأيام التي تسبق يوم عاشوراء تشهد نشر مظاهر الحزن والعزاء، وإقامة التشابيه الحسينية والشعائر الدينية استذكاراً للإمام المقتول في كربلاء، كما يتم توزيع الماء البارد والطعام على الزائرين فضلاً عن تقديم المساعدات والأعمال الخيرية للفقراء والمحتاجين”.
وبيّن أيضاً بأنّ “عاشوراء يقام هذا العام في جو حار جداً في أكثر البلدان، وفيه يتذكّر المسلمون الشيعة ذكرى العطش الذي عاشه أحفاد النبي (صلى الله عليه وآله)”.
أما الصحيفة التركية (حرّيت) التي تنشر باللغة الإنكليزية، فقد خصّصت تقريراً عن أجواء شهر المحرّم في إيران، والتحديات التي يواجهها الإيرانيون لإقامة العزاء الحسيني في ظل انتشار وباء كورونا.
وقال التقرير: إن “الإجراءات الجديدة للحكومة الإيرانية للحد من انتشار كورونا تتزامن مع إحياء أهم ذكرى شيعية خلال هذا الأسبوع”، مضيفاً أن “السلطات قالت إن القيود لن تؤثّر على الاحتفالات التي تقام في الهواء الطلق”.
وبيّن بأن “إيران تجنّبت فرض إغلاق كامل على سكانها البالغ عددهم (83 مليون نسمة)، ولجأت بدلاً من ذلك إلى تدابير جزئية مثل حظر السفر المؤقت وإغلاق بعض الدوائر، فيما يتم ممارسة الطقوس والشعائر الدينية في أغلب المدن الإيرانية”.
كما سلّطت صحيفة (ذا اكسبريس تريبيون) الباكستانية، الضوء على إحياء المسلمين الشيعة في كشمير وكويتا وبلوشستان لشعائر شهر محرّم الحرام، واستذكار واقعة الطف الأليمة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها بأنّ “العلماء المسلمين من الشيعة والسنة حثوا الناس على الحفاظ على الوحدة في صفوفهم خلال شهر محرم الحرام، وإن من واجب المسلمين جميعاً إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)”.
وقالت الصحيفة: إن “الإمام الحسين (عليه السلام) أعطى للأمة رسالة السلام والعدالة، وهو ما يجب إظهاره للعالم والتعريف به”.
وأفادت بأن “الحكومة والإدارية المحلية في كشمير وكويتا وبلوشستان وعدتا بتوفير الأمن للمواكب الحسينية ومراسيم الحداد خلال شهر المحرم، حيث قامت بتوفير أكثر من عشرة آلاف عنصر أمني لتأمين الأجواء الدينية”.
أما صحيفة (إنترنشيونال نيوز) فقد نشرت مقالاً للكاتب والباحث فرحان بخاري بعنوان (ذكرى كربلاء)، تناولَ فيها هذه الذكرى الأليمة التي مرّت على آل النبي (صلى الله عليه وآله).
وقال الكاتب في مقالته: إن “مأساة كربلاء، التي يبلغ عمرها الآن أكثر من 1400 عام، تُذكر بوضوح عاماً بعد عام، مما يدل على طابعها الفريد غير المعتاد في التاريخ العالمي، على عكس الأحداث الأخرى التي لا تُنسى والتي فقدت جاذبيتها بمرور الوقت”.
وأضاف بأن “مأساة كربلاء لا تزال حية؛ لأنها تعمل على إلهام المسلمين وغير المسلمين على حد سواء”.
وتابع القول: “حتى يومنا هذا، لا يزال الإمام الحسين (عليه السلام) رمزاً للتحدّي في مواجهة الصعاب، ولا سيما بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى العدالة في جميع أنحاء العالم. ليس من المستغرب أن يجد المسلمون المتحدون في مناطق ساخنة مثل كشمير أو فلسطين ملاذاً في مثال وحياة الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه”.
وأشار إلى أن “تأثير الإمام الحسين (عليه السلام) على الآخرين كان ولا يزال قوياً”.
وختم الكاتب مقالته قائلاً: إن “ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) وأتباعه تعزّز رسالة قوية تكررت مراراً منذ مذبحة كربلاء بأن الإمبراطوريات المبنية على الاستبداد وسفك الدماء لا يمكن أن تدوم”.
فيما سلّط موقع (هوسارك) الأمريكي، الضوء على إحياء شعائر عاشوراء من قبل النساء، حيث يتجمّعن عند العتبات والمزارات الدينية وكذلك في المواكب الحسينية، لمشاركة الرجال بإحياء مصاب الإمام الحسين (عليه السلام).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى