مدوّنون: مجسم (الكعبة) تقليد يقام في دول إسلامية مختلفة.. ولم ينتقده أحد
قال مدونون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الهجمة الأخيرة التي شنّها البعض على نصب مجسّم (الكعبة) في مدينة كربلاء المقدسة، كانت مقصودة، كون المبادرة كانت من الأساس تحتفي بأعظم ذكرى شهدتها البشرية، ذكرى مولد أمير المؤمنين (عليه السلام).
وتداول الناشطون على صفحاتهم، صوراً توثّق نصب مثل هذه المجسّمات المشابهة لـ (الكعبة المشرفة) في تركيا وتونس ولبنان، إلا أنها لم تواجه الانتقادات التي واجهها المبادرون على إقامة (كعبة كربلاء)، مما يؤكد أن الهجمة كانت تريد النيل من صاحب الذكرى الذي اختصه الله (سبحانه وتعالى) بأشرف ولادة داخل بيته الحرام.
وتصادف ذكرى مولد الإمام علي (عليه السلام) في الثالث عشر من شهر رجب الأصب، والتي تعدّ مناسبة عالمية، يحتفي بها المسلمون وغير المسلمين، بوصفه (عليه السلام) رمزاً للعدالة والمساواة.
وقال المدوّن محمد حمزة: إن “المجسم لا يخدش القدسية أو يكون بديلاً لكعبة مكة المكرمة كما روّج له بعض الحاقدين، كل في الأمر أننا في كربلاء اعتدنا على الاحتفاء بذكرى ولادة الإمام علي (عليه السلام) عبر نصب مجسم (الكعبة) في إشارة لولادته داخلها”.
وانتقد حمزة ما أسماها الأصوات النشاز، التي تهجّمت على فكرة المجسم، فيما أنه تقليد يقام في دول إسلامية مختلفة، وفي مناسبات عديدة.
وكان القائم على فكرة وضع (مجسم الكعبة) في منطقة ما بين الحرمين الشريفين، عباس الموسوي قد صرّح قائلاً: إن “مجسم الكعبة الذي وضع بين منطقة ما بين الحرمين الشريفين، هو تراث كربلائي قديم ينصب في كل سنة بولادة الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ويقوم الكربلائيون منذ الخمسينيات بنصب هذا المجسم وكان حينها ينصب في ساحة البلوش”. كما يطلق على هذه الساحة في الوقت الحالي ساحة الإمام علي (عليه السلام) نسبة للمجسم القديم الذي كان يُقام سنوياً بذكرى الولادة العطرة.
وأضاف الموسوي، “ليس فقط مجسم الكعبة بل ان من العادات والتقاليد الكربلائية هو المجسم الكبير لمراقد ائمة البقيع الذي كان ينصب في باب قبلة العباس (عليه السلام) من أعمال المرحوم عبد الرحمن المعمار الكربلائي، وتوقفت هذه الاعمال كلها بما فيها الشعائر الحسينية ومنعت في زمن الحكم السابق واليوم تمت إعادتها”.
وكانت بعض صفحات التواصل الاجتماعي أبدت (تحسّسها) من الموضوع، فشنّت حملة لرفض النصب الاستذكاري وطالبت برفعه، كما هاجمت صاحب الفكرة.