مرّ على الأمة الإسلامية، ذكرى مرور اثنين وأربعين عاماً على شهادة المفكر الإسلامي والمصلح الديني آية الله السيد حسن الشيرازي (قدّس سره)، الذي اغتالته أيادي البعث التكفيرية لمواقفه الصامدة في الدفاع عن حياض المسلمين في العراق والعالم.
والشهيد الشيرازي، هو نجل المرجع الديني الكبير سماحة آية الله السيد مهدي الحسيني الشيرازي، وشقيق الإمام المجدّد سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سرهما) والمرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، مؤسس الحوزة الزينبية في سوريا، وصاحب الإنجازات الدينية والإنسانية الكبيرة، ومن المطالبين الأوائل بإعادة إعمار قبور أئمة البقيع (عليهم السلام).
ويروي عنه شقيقه سماحة المرجع الشيرازي (دام ظله) أنّ “الشهيد السيد حسن الشيرازي كان من الزّاهدين في الحياة الدُّنيا، فَكَم من مَرّة أمكنه أن يشتري داراً فيأبى.. كُلَّما يحصل عليه، ينفقه في سبيل إرشاد النّاس، وهدايتهم، وخدمة المُجتمَع”.
وقد عُرفت شخصية الشهيد الشيرازي، بالجاذبية والتواضع والتسامح وحسن المعاملة، إضافة إلى نشاطه العقلي وفكره الاستراتيجي، وسحر بيانه وحضور البديهية، والمشاركة الوجدانية الخالصة لهموم الإمة الإسلامية التي سعى بكل ما يملك لنهوضها وإعلاء كلمتها، رغم الملاحقة والتعذيب المتكرر الذي تعرّض له خلال حياته المشرّفة.
وعُرف عنه أيضاً جهاده في وضع أول لبنة فيما يتعلق بالعلاقات مع العلويين الشيعة في سوريا ولبنان، حيث استطاع أن يزيل الأوهام التي تعلقت بمخيلات البعض عن هذه الفئة من المسلمين الشيعة، كذلك دافع وبحماس عن كافة حركات التحرير العالمية وخاصة حركات التحرير الإسلامية، ووقف بثبات ضد الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، ودافع عن قضايا لبنان وخاصة الجنوب في كل المحافل والمناسبات، وأكد على وجوب تحقيق الوفاق الوطني، كما قدم مساعدات مالية ومعنوية للجنوب اللبناني لكثير من العوائل التي شردت نتيجة الحملات الصهيونية.
ومن جهوده أيضاً، أنه وضع أول لبنة في تأسيس الحوزة العلمية الزينبية في سوريا عام 1975م وقد خرجت هذه الحوزة منذ تأسيسها إلى اليوم المئات من الطلاب من مختلف الجنسيات وتعتبر اليوم أكبر وأهم الحوزات الدينية الشيعية، إضافة إلى مواقفه الإنسانية التي تعدّ ولا تحصى خلال حياته المباركة، حتى راح شهيداً مظلوماً بتاريخ السادس عشر من جمادى الآخرة لسنة 1400 للهجرة، الموافق لشهر آيار من سنة 1980، على يد مجموعة مسلحة من عملاء البعثيين بينما كان متوجهاً للمشاركة في مجلس الفاتحة الذي أقامه (قدس سره) بمناسبة استشهاد المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى (رضوان الله تعالى عليهما).