شيعة ويفز/ خاص
تحتفظُ مكتبة الكونغرس الأمريكية اليوم بلوحات فنية تعود للحقبة العثمانية التي حكمت لأكثر من (400 عام)؛ وتكاد تكون جميعها مؤطرة بإطار إسلامي نسبة لاعتناق العثمانيين (الأتراك) للإسلام وعدّه ديناً رسمياً لإمبراطورتيهم المترامية الأطراف والتي كانت تعد في حينها من أعظم الإمبراطوريات الحاكمة في العالم.
ويكاد يكون الاهتمام والحديث عن شخصية الإمام علي (عليه السلام) يمثّل أيقونة وثيمة لعلاقة الأتراك بالإسلام.. حيث تُظهر اللوحات مدى تتبعهم للأحداث التي عاشها أمير المؤمنين (عليه السلام) والمواقف والحروب التي خاضها وتضحياته الجسام من أجل الإسلام المحمّدي، بعدّه أولاً خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصهره وابن عمه ووصيه، وثانياً وهذا الأمر متعلق بالقادة الأتراك عندما نظروا لعلي (عليه السلام) بأنه القائد الإسلامي المحنك وصاحب الانتصارات العظمى وسيد القوانين وصاحب النفس الإنسانية الرافضة للظلم والاضطهاد والمطالبة بحقوق الأفراد، فطبيعي أن يتخذ منه القادة قدوة ونموذجاً يحتذى به.. ولذلك فهو حاضر عندهم في كلّ مناسبة.. يقدّسونه ويبجّلونه ويجعلوهم دائماً فاكهة الحديث عن المُثل العليا ومفخرة البدء بأغلب مراسيمهم السياسية والعسكرية.
واطلعت (شيعة ويفز) على خمس لوحات فنية في غاية الجمال الإبداعي للرسم تمثّل حقبة خاصة بالإمام علي (عليه السلام).. والتي نشرتها موسوعة ويكيبيديا على الشبكة العنكبوتية؛ وتحمل عناوين متفرقة (زواج الإمام علي من السيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، قتله لعمرو بن ود العامري، مبايعة المسلمين له بالخلافة، موقعة الجمل ومحاربة الخوارج، وأخيراً استشهاده وحمل تابوته ومواراة جسده الشريف تحتَ الثرى).
ويقول الباحثون أن “هذه اللوحات الفنية تظهرُ مدى ارتباط العثمانيين بشخصية الإمام علي (عليه السلام) ودراستها لإسقاطها على حياتهم وحكمهم للبلدان”، مضيفين، “لو تتبعنا بحثاً وتمحيصاً لوجدنا أن هنالك علاقة تربط خلفاء وقادة العثمانيين بالإمام علي (عليه السلام) بصورة مباشرة وغير ومباشرة.. وتأثرهم الشديد بشخصيتهِ وتناولهم سيرته كقائد ومصلح فضلاً عن رواية أحاديثه وسيرته العطرة وتداولهم لأقواله وحكمه في كافة مجالات الحياة دينياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً وفي الاهتمام بشؤون الرعية والاهتمام بالقانون وحقوق الأفراد المشروعة”.
ويؤكد الباحثون بأن “من يحتذي برجل عظيمٍ كأمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ستفتح أمامه كل الطرق المغلقة ويصل إلى ما يصبو إليه.. ولو استطعنا اليوم أن نصل إلى التراث الذي تركه العثمانيون والذي يتحدث عن الإسلام وشخصياته ورموزه العظيمة فبالطبع سنحصل على معلومات جديدة ومفاجئات لا تخطر على بال أحد”.