أخبارالعالم

ركن المتحدّثين بحديقة (الهايد بارك) في لندن.. فضاء حر استثمرته الجالية الشيعة للتعريف بالمذهب الحق

شيعة ويفز/ خاص
تحتفي أكبر حدائق العاصمة البريطانية (لندن) والمعروفة باسم (الهايد بارك) بمكان خاص مشهور محليّاً يُعرف بـ (ركن المتحدّثين – Speakers Corner)، يقع في القسمِ الشّمالي الشّرقي من الحديقة، وهو المكان الذي يجتمعُ فيهِ المُتحدثون من مختلف الطوائف والديانات كل يوم (أحد) لإلقاء كلمةٍ أو مُحاورة حول موضوعٍ مُعيَّن بِكُلِّ حُريَّة، وكان للجالية الشيعية النصيب الأكبر في هذا الفضاء المعرفي.
فمن خلال التقصّي والبحث الدائم لـ (شيعة ويفز) عن الأنشطة الشيعية في العالم، استطعنا الوقوف على مقاطع فيديوية تُظهر جوانبَ مهمّة من استثمار هذا الركن من قِبل الجالية الشيعية وخاصة (العراقيين) للتعريف بفكر وثقافة أهل البيت (عليهم السلام).
ومن بين هذه المقاطع، يظهر في أحدها داعية سلفي وسط عددٍ من الجالية المسلمة والشيعة بالأخص، يحاولُ تغليط الإسلام الأصيل ورسالة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وما أوصى به للأمة بعد رحيله، وخاصّة وصيته بذوي القربى من أهل بيته (عليهم السلام)، وبعد شدٍ وجذبٍ، فيمن عُنيت بهم مفردة (الوسيلة) الواردة في الآية الكريمة (36) من سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ..) أرادَ الداعي السلفي إيهام الحاضرين بأن المعنيين بالوسيلة هم (أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة)، وهو ما أثار استياء الحاضرين وخاصّة من الجالية الشيعية العراقية، حيث انبرى بينهم اثنان وأكّدا له بأنّ المعنيين بـ (الوسيلة) هم أهل البيت (عليهم السلام) بشهادة علماء الفريقين من (الشيعة والسنة)، فهم الوسيلة إلى الله (سبحانه وتعالى) وليس غيرهم، كما أخبراه بأنّ عليه “أن يتعلّم جيداً عن الإسلام الأصيل ومن ثم يأتي ويناقشهم”.
وفي مقطعٍ ثانٍ، تجري في نفس الركن، مناظرة بين رجل شيعي وآخر سلفي لمدّة (14 دقيقة)، حول القضية الأهم في الفكر الشيعي وهي (إمامة أهل البيت عليهم السلام)، حيث يعترض الأخير وينكر بعدم ورود الحق بإمامة أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة، ليأتي الردّ صادماً من الرجل الشيعي ليستشهدّ بآيات عدّة تؤكد الحق بإمامتهم (عليهم السلام) ومن بينها الآية المباركة (12) من سورة (يس) بقوله تعالى: (..وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ)، فضلاً عن آية التطهير وآيات عديدة، إضافة إلى ما ورد في حقّه في أحاديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأبرزها (حديث الثقلين).
وفي مقطع آخر ضمن سلسلة المقاطع المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصّات الرقمية، يدافع سلفي متشدد عن يزيد الملعون ويعدّه أفضل من الإمام الحسين (عليه السلام)، لينبري أحد الرجال الشيعة من العراق للرد على ادعاءات السلفيّ وليؤكد له ولكل الحاضرين بأن يزيد الملعون هو من قتل سيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ويأتي مثل هذا الفضاء، كفرصة جيدة للتعريف بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وسط حشود الناس التي تجتمع داخل (ركن المتحدثين).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى