أخبارالمقالات

الشهيد السيد حسن الشيرازي يروي اللحظات الأخيرة من حياة “شهيدة الولاية”

في كتابه الأبرز من بين المؤلفات الإسلامية، عن حياة وسيرة السيّدة الزهراء (عليها السلام)، يروي سماحة آية الله السيد الشهيد حسن الشيرازي (قدّس سره) عبر طريقته الخاصة بالكتابة، في (كلمة فاطمة) تفاصيل وأحداث الساعات الأخيرة لرحيل الصديقة الكبرى، التي التحقت بربّها شهيدة مظلومة، حيث يصادف يوم الثامن من شهر ربيع الآخر ذكرى استشهادها بحسب إحدى الروايات الشريفة.
ويعدُّ كتاب آية الله الشهيد الشيرازي (قدس سره) من الكتب التي أعطت هذه الشخصية العظيمة دورها الحقيقي منذ بدء رسالة أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى الملمات التي وقعت عليها وحياتها المثالية مع زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) وكيف كانت (عليها السلام) عوناً له وداعية لحق الرسالة المحمدية والإمامة العلوية، وصولاً إلى حادثة ضربها ومن ثم استشهادها (صلوات الله وسلامه عليها).

حين الوفاة

لما اشتدّ وجع فاطمة (عليها السلام) وعلمت أنها الوفاة، أوصت إلى الإمام علي (عليه السلام) بوصيّها فقالت: “يا أبا الحسن إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد إليّ وحدثني أنّي أول أهله لحوقاً به ولابد مما لابد منه، فاصبر لأمر الله تعالى وارضَ بقضائه”.
ومن بين فواجع حديثهما (عليهما السلام) قوله لها قبل لحظات من مفارقتها الحياة: “والله جدّدتِ عليَّ مصيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد عظمت وفاتك وفقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعلها وآلمها وأمضّها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ورزيّة لا خلفَ لها”.
وقالت (عليها السلام): “أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقّي فإنهم أعدائي وأعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن لا يصلي عليّ أحد منهم، ولا من أتباعهم، وادفنّي في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار”.

وصية فاطمة (عليها السلام)

أوصت السيدة الزهراء (عليها السلام) وهي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور..
يا علي، أنا فاطمة بنت محمد، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنّطني وغسّلني وكفّني بالليل وصلِّ عليّ، وادفنّي بالليل ولا تُعلم أحداً، واستودعك الله، واقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة.
فلما جنّ الليل غسّلها علي (عليه السلام) ووضعها على السرير، وقال للحسن (عليه السلام): ادعُ لي أبا ذر، فدعاه، فحملاها إلى المصلّى، فصلّى عليها، ثم صلّ ركعتين، ورفع يديه إلى السماء فنادى:
هذه بنتُ نبيك فاطمة، أخرجتها من الظلمات إلى النور.. فأضاءت الارض ميلاً في ميل، فلما أرادوا أن يدفنوها نودوا من بقعة في البقيع: إليّ إليّ، فقد رفع تربتها مني، فنظروا، فإذا هي بقبر محفور، فحملوا السرير إليها، فدفنوها، فجلس علي (عليه السلام) على شفير القبر فقال: يا أرض! استودعك وديعتي، هذه بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فنودي منها: يا علي: أنا أرفق بها منك، فارجع ولا تهتم.
فرجع (عليه السلام) وانسدّ القبر، واستوى بالأرض، فلم يعلم أين كان إلى يوم القيامة.
ومن وصاياها أيضاً: “لا تصلي عليّ أمة نقضت عهد الله، وعهد أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمير المؤمنين (عليه السلام)، وظلموني حقّي، وأخذوا إرثي، وخرقوا صحيفتي التي كتبها لي أبي بملك فدك، وكذّبوا شهودي وهم ـ والله ـ جبرئيل وميكائيل وأمير المؤمنين وأم أيمن، وطفت عليهم في بيوتهم، وأمير المؤمنين يحملني ومعي الحسن والحسين ليلاً ونهاراً إلى منازلهم، أذكّرهم بالله وبرسوله ألا تظلمونا، ولا تغصبونا حقّنا الذي جعله الله لنا، فيجيبونا ليلاً ويقعدون عن نصرتنا نهاراً….”.
فسلامٌ على شهيدة الولاية.. يوم ولدت ويوم استشهدت مظلومة ويوم تُبعث حيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى