موجة غضب شعبية في مدينة الكاظمية المقدسة ضد مشروع “البوابات الذكية”

تصاعدت موجة الغضب الشعبي في مدينة الكاظمية المقدسة، إثر الكشف عن مقترح إنشاء بوابات إلكترونية على مداخل المدينة، وسط مخاوف الأهالي والزوار من فرض رسوم مالية قد تحول الكاظمية إلى ما يشبه المنطقة المحظورة على الفقراء، وتُقيد حرية الوصول إلى أحد أهم المزارات الدينية في العراق.
المشروع الذي طُرح بدعوى تنظيم المرور وجمع الإيرادات، يقضي بتركيب بوابات ذكية تفرض رسوماً رمزية على المركبات الداخلة إلى المدينة. لكن السكان المحليين اعتبروا المقترح تعدياً على قدسية مدينة الكاظمية، التي طالما بقيت مفتوحة أمام الجميع دون شروط أو رسوم.
وقال عدد من الأهالي في أحاديث تابعتها “وكالة أخبار الشيعة” إن فرض رسوم على دخول المدينة يُعد سابقة خطيرة تمس بمكانتها الدينية والاجتماعية، مؤكدين أن مثل هذا الإجراء سيؤثر سلباً على الحركة التجارية، ويثقل كاهل السكان والزائرين، لا سيما من ذوي الدخل المحدود.
الشباب بدورهم عبّروا عن رفضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفوا المشروع بـ”الإهانة” و”القيد الجديد” على حرية التنقل. كما أطلق عدد من الناشطين دعوات لتنظيم احتجاجات سلمية للمطالبة بإلغاء المقترح، داعين السلطات المحلية وممثلي المدينة في البرلمان للتدخل العاجل.
وأعرب أصحاب المحال التجارية والمهن المرتبطة بحركة الزائرين عن خشيتهم من تراجع أعداد الوافدين إلى المدينة، مؤكدين أن اقتصاد الكاظمية يرتبط ارتباطاً مباشراً بزوار الإمام الكاظم (عليه السلام)، وأن فرض أي رسوم قد يتسبب بخسائر كبيرة للطبقات الكادحة.
وانتقد الأهالي غياب التشاور مع المجتمع المحلي ومؤسساته، مؤكدين أن المشروع طُرح من دون الرجوع إلى العتبات المقدسة أو المجالس المحلية أو منظمات المجتمع المدني.
ومع تصاعد موجة الغضب والامتعاض، تتجه الأنظار إلى الجهات الحكومية لمعرفة موقفها من هذا المقترح المثير للجدل، في وقت يطالب فيه المواطنون بتبني بدائل واقعية لتنظيم المرور وتخفيف الزحام، دون المساس بحرية زيارة المدينة أو تحميل السكان أعباء جديدة.