أخبارأوروباالعالم

عميد مسجد باريس ينتقد الحملات الإعلامية ضد الصرح الإسلامي ويدعو لتعزيز الحوار والتفاهم

أعرب عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيظ، عن استنكاره لما وصفه بـ”الهجمات الخبيثة والكاذبة” التي تستهدف المؤسسة الإسلامية التي يترأسها. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بمناسبة استعراض حصيلة السنوات الخمس التي قضاها في رئاسة المسجد الكبير، بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية ودينية بارزة.
وأشار حفيظ إلى أن المسجد الكبير في باريس، الذي يُعد رمزًا تاريخيًا للإسلام في فرنسا منذ قرن من الزمن، يتعرض لحملة إعلامية “غير مسبوقة” تهدف إلى تشويه صورته وتشويه القيم التي يمثلها، مؤكداً أن هذه الهجمات لن تؤثر على التزامه بقيم السلام والانفتاح.
وأوضح عميد المسجد أن المسجد الكبير يجسد قيم الإسلام الأساسية المتمثلة في السلام، الحرية، المساواة، والأخوة، والتي تتماشى مع مبادئ الجمهورية الفرنسية. وأضاف أن الإسلام في فرنسا يعاني من تصورات مشوهة تؤدي إلى تأجيج الخطابات والأعمال المعادية للمسلمين، مما يدفع المسلمين الفرنسيين للتساؤل حول مكانتهم ومستقبلهم في وطنهم.
وكشف حفيظ عن الجهود المبذولة لتكييف الخطاب الإسلامي بما يتماشى مع السياقات العلمانية للمجتمع الفرنسي، مشيرًا إلى إنشاء “مجموعة التفكير حول تكييف الخطاب الإسلامي” بالتعاون مع مؤسسات دولية، بهدف نشر فهم مستنير للإسلام. كما أعلن عن نشر تقرير “ميثاق باريس” في منتصف عام 2025، وهو وثيقة تهدف إلى تقديم رؤية مستقبلية للإسلام في أوروبا.
وأكد حفيظ أهمية الحوار بين الأديان في عالم يعاني من التمزق والصراعات، مشيرًا إلى لقاءات جرت مع قيادات دينية في مكة المكرمة، وزيارة مرتقبة للبابا فرنسيس بهدف تعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان.
وشدد العميد على ضرورة إعداد جيل جديد من الأئمة يتمتعون بفهم عميق لدينهم وقادرين على مواجهة التحديات المعاصرة، مشيرًا إلى أهمية تدريب الأئمة بشكل يضمن قدرتهم على نشر قيم السلام والوحدة.
وسلّط حفيظ الضوء على إنشاء مجلس التنسيق الأوروبي للعلماء والدعاة بهدف معالجة التحديات المتعلقة بتنظيم الإسلام في أوروبا، والدفاع عن حرية الدين ومواطنة المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى