شهدت مدينة سريناغار، عاصمة كشمير، معرضًا ثقافيًا بارزًا يعرض مجموعة من المخطوطات النادرة التي تسلط الضوء على التاريخ الفكري والثقافي العريق للمنطقة. وضم المعرض مصاحف مكتوبة بخط اليد، تفاسير للقرآن الكريم، ومخطوطات “بياز” التي تحتوي على قصائد رثائية، يعود تاريخ العديد منها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر.
تميزت المصاحف المعروضة بالدقة والإتقان الفني، حيث زُخرفت بأساليب تقليدية مميزة، ما يعكس التفاني الديني والإبداع الفني لعلماء وخطاطي كشمير. كما أظهرت تفاسير القرآن الكريم الاجتهاد الفكري الذي تميز به علماء المنطقة، فيما جسدت مخطوطات “بياز” الغنى الأدبي والثقافي من خلال قصائدها التي تُبرز تقاليد الرثاء الفريدة في كشمير.
إلى جانب المعرض، أقيمت ندوة ثقافية في مسجد “سجادية” بمنطقة حسن آباد، حيث ناقش المشاركون الإرث الأدبي والروحي لكشمير، ودور المواقع المقدسة وتقاليد الرثاء في تعزيز الهوية الثقافية. وجاءت الفعالية بتنظيم مشترك بين مؤسسة “مولانا ملا سعيد محمد الهنداني” ولجنة “ملا انتظامية حسن آباد”، واستقطبت جمهورًا متنوعًا من مختلف الطوائف.
وأكد المتحدثون أهمية الحفاظ على هذا التراث الثقافي الغني، مشيرين إلى الدور المحوري لعائلة “ملا” في إثراء الحياة الأدبية والروحية في كشمير، خاصة من خلال شخصيات بارزة مثل ملا عبد الغني وملا طاهر الغني.
وخلص المعرض إلى دعوة صريحة لتعزيز الوعي بحماية هذه الكنوز الفكرية، ليس فقط كإرث ثقافي، ولكن أيضًا كجسر يربط بين الماضي والحاضر، ويبرز إبداع الثقافة الإسلامية في كشمير وقدرتها على الإلهام عبر الأجيال.
يشكل هذا الحدث خطوة مهمة في إحياء الجوانب الخفية من تاريخ كشمير الثقافي، وتأكيدًا على أن المخطوطات النادرة ليست مجرد آثار تاريخية، بل شواهد حية على التفاعل الحضاري والإبداع الإنساني.