أخبارالعالم

باحثة هندية: المدرسة الفكرية الشيعية غنية بتعاليم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ولها إسهاماتها القانونية المهمّة بالدستور الهندي

قالت الباحثة في مجال القانون بجامعة (تاميل نادو) الهندية، سروثي أي، إن المدرسة الفكرية الشيعية غنية بالتعاليم والمفاهيم القيّمة، والتي كان لها نصيب كبير بصياغة القوانين في دستور بلادها، كونها نابعة من تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) الذين يمثلون الامتداد الطبيعي للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
وذكرت آي في دراسة لها نشره موقع (Aishwarya Sandeep) المختص بالدراسات القانونية، وترجمته (وكالة أخبار الشيعة)، أن “المدرسة الفكرية الشيعية في الإسلام تمثل فرعاً هاماً من الفقه الذي يميز نفسه من خلال معتقدات لاهوتية متميزة، ومبادئ قانونية، وتفسيرات في غاية الأهمية”.
وتابعت بأن “للمذهب الجعفري، مكانةً فريدةً في الطيف الأوسع من التقاليد القانونية الإسلامية، المتجذّر حول خلافة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وقيادة المجتمع المسلم من قبل الأئمة المعصومين (عليهم السلام) المعينين من قبل الله (سبحانه وتعالى)”.
وبيّنت بأن “المسلمين الشيعة يؤمنون بعصمة الأئمة الهداة، الذين يعتبرون مستودعاتٍ للمعرفة الإلهية والتوجيه النبوي، إلى جانب القرآن والحديث”، مشيرةً إلى أنّ “تعاليم وتفسيرات الأئمة الاثني عشر تعدّ بمثابة ركيزة أساسية للاستدلال القانوني ضمن التقاليد الفقهية الشيعية”.
وأوضحت أي بأن “المذهب الجعفري في الفقه، المنسوب إلى الإمام جعفر الصادق، الإمام الشيعي السادس، يمثل أساس الفكر القانوني الشيعي، وتؤكد المدرسة على دور الأئمة كمفسّرين موثوقين للشريعة الإسلامية كما توفر كتب علمائهم نصوصاً تأسيسية توجه التفسيرات القانونية للمسلمين الشيعة”.
وأضافت بأن “المبادئ الأساسية في الفقه الشيعي تشمل مفهوم “الاجتهاد”، الذي يسمح للعلماء المؤهلين باستخلاص الأحكام القانونية بناءً على تفكيرهم ومعرفتهم بالنصوص الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، فإن فكرة “التقليد” تسمح لأتباع الشيعة باتباع المجتهد المتعلم في مسائل الممارسة الدينية والقانون، مما يؤكد على أهمية السلطة والخبرة العلمية”.
وبينت أي بأن المسلمين الشيعة في الهند على الرغم من أنهم يشكلون أقلية داخل المجتمع الإسلامي الأكبر إلا أن “المبادئ والتعاليم القانونية للمذهب الجعفري تركت أثراً كبيراً، وخصوصاً في تشكيل قوانين وممارسات الأحوال الشخصية الشيعية، بما في ذلك مسائل الميراث وقانون الأسرة، من خلال الفقه الجعفري، مما يعكس تفسيرات وممارسات قانونية متميزة داخل المجتمع الشيعي الهندي”.
وأضافت بأن “المدرسة الفكرية الشيعية تمثل تقليدًا فكريًا غنيًا يتميز بالمساهمات العلمية والتفكير القانوني والمذاهب اللاهوتية التي أثرت على المشهد القانوني للفقه الإسلامي. ولا تزال تعاليم الأئمة وتوجيهاتهم، وخاصة تأكيدهم على العدالة والسلوك الأخلاقي والرعاية الاجتماعية، يتردد صداها داخل الفكر القانوني الشيعي، وتوجيه أتباعه في مسائل القانون والممارسة الدينية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى