أخبارالعالم

قلوب هندوسية تنبض بحب الحسين… طقوس ومراسيم خاصة في الهند لإحياء ذكرى شهيد كربلاء – الجزء الثالث

واصلت مجلة “هِمال Himal” العلمية السريلانكية، وعبر مقال تفصيلي، سرد المراحل التأريخية والعادات والتقاليد الخاصة بطائفة “البراهمة الحسينيين” الهندوسية الموالية لآل بيت النبي الأكرم “صلوات الله عليهم أجمعين”.
 وقالت المجلة في مقالها الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إنه “بعد وصول أحد أسلاف هذه الطائفة والمدعو (رحاب) الى جانب أبنائه الذين نجوا من معركة كربلاء، إلى بلدهم الهند بأمر من الإمام الحسين (عليه السلام)، حطّوا رحالهم في غرب إقليم (البنجاب) حيث نشأ بعدها مجتمعٌ متنامٍ تدريجياً، ولتظهر على إثره، طائفة دينية عُرِفت منذ ذلك الحين بـ (البراهمة الحسينيون) على خلفية موقفهم المناصر لسيد الشهداء (عليه السلام)، حيث مارست هذه الطائفة، ما وصفته المجلة بـ (المزيج المثير للإهتمام) من الشعائر الإسلامية والهندوسية، والتي عُرف أفرادها بسببها، باسم (نصف هندوسي ونصف مسلم)”.
 وأضاف المقال، أنه “على الرغم من أن أتباع هذه الطائفة لم يعتنقوا الإسلام، إلا أنهم أبقوا ذكرى روابطهم مع الإمام الحسين، حية ومتجددة”، حيث أورد كاتب المقال، المؤلف والأكاديمي الهندي “يوجيندر سيكاند”، أحد أهم قصائد العزاء التي يرددها “البراهمة الحسينيون” خلال إحيائهم لذكرى موقعة طف كربلاء والمعنونة بـ “نصف هندوسي… نصف مسلم”.
 وينقل “سيكاند” عن الكتاب الديني لهذه الطائفة والمسمى بـ “جيتا”، قوله إن “القديس (كريشنا) كان قد تنبأ بحادثة استشهاد الإمام (عليه السلام) في كربلاء عبر عددٍ من فصول هذا الكتاب، حيث أشار الفصل الرابع منه تحديداً إلى الإمام الحسين باعتباره (التجسد الإلهي) أو (الصورة الرمزية) الى الروح (كالي يوغ) والتي تمثل المأساة الحاصلة بفعل فساد وظلم البشر، فيما يكنّ (البراهمة الحسينيون) احتراماً خاصاً للإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، حيث يشيرون إليه باللقب الشرفي (أومرتي) والذي يعني (القديس)”.
 وحذر الكاتب في ختام مقاله، مما أسماه بـ “الاختفاء السريع لأتباع طائفة (البراهمة الحسينيين) إلى جانب غيرهم من الهندوس المخلصين للإمام الحسين (عليه السلام)، بفعل توجّه جيل الشباب الى التخلي عن تراث أجداده، والضغوط الحاصلة نحو سحق التوافق القديم بين المجتمعات الهندوسية والمسلمة والذي بدأ بالتفكك تدريجياً بعدما كان من الممكن حقاً أن تكون هندوسياً ومسلماً في نفس الوقت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى