أخبارمنوع

وُصفت بأنها “كنور أثرية”.. العثور على آثار في نينوى تعود لآلاف السنين

شهدت منطقة النبي يونس عليه السلام في محافظة نينوى، العثور على آثار وُصفت بأنها “كنور أثرية” تعود لآلاف السنين، في وقت تستمر البعثات الأجنبية بالعمل على التنقيب في مناطق عدة من المحافظة.
الشواهد الآثارية أثبتت أن نينوى من أقدم الحضارات، حيث عاش الإنسان فيها بدايات حياته، وأرسى عليها قواعد العديد من الممالك والدويلات، وأسس ونهج الحياة على مر العصور، وفق الحقائق التاريخية التي تؤكدها الاستكشافات الأثرية.
كانت نينوى من أقدم المدن وأعظمها في العصور القديمة، حيث كانت عاصمة الإمبراطورية الآشورية، ومن أكبر مدن العالم القديم، واستوطنت المنطقة التي تقع فيها نينوى منذ عام 6000 ق. م، وبحلول عام 3000 ق. م أصبحت مركزاً دينياً مهماً.
يسرد التاريخ العريق لنينوى أنها كانت محاطة بسور صخري، وبارتفاع يصل إلى نحو سبعة أمتار، تتخلله 18 بوابة، من أبرزها بوابة المسقى، التي كانت تطل على نهر دجلة.
وتقول روايات التاريخ إن هذه الألواح المكتشفة، كانت تزين جدران قصر الملك الآشوري سنحاريب، قبل أن ينقلها حفيده إلى هذا الموقع، لتدعيم الجزء السفلي من السور المحيط ببوابة المسقى.
مسؤول وحدة الإعلام والعلاقات في مفتشية آثار نينوى، مصطفى يحيى فرج، قال إن “الآثار التي تم اكتشافها في منطقة النبي يونس هي عن طريق تنقيبات البعثة الرومانية”، مبيناً أن “العمل مستمر منذ عام 2018 ولحد الآن”.
وأوضح مصطفى يحيى فرج أنه “تم اكتشاف قصر آشوري يعود للملك سنحاريب وابنه الملك اسرحدون، ومن بعدهم الملك اشور بانيبال، الذي يعود للقرن السابع قبل الميلاد”، منوهاً الى أن “التنقيبات جارية في هذا القصر، ومسبقاً كانت لدينا معلومات عن هذا القصر، لكن لم تكن هنالك فرصة للتنقيب، إلا بعد تحرير المحافظة عام 2018 من سيطرة تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي، حيث بدأ التنقيب في هذا القصر”.
وتعرض القصر إلى تخريب من قبل عصابات د1عش، حيث حفروا فيه عدداً من الأنفاق، وفقاً لمصطفى يحيى فرج، الذي لفت إلى أن “التنقيب الآن يركز على الأجزاء التي فيها قاعة العرش والمنطقة التي حولها”.
مسؤول وحدة الإعلام والعلاقات في مفتشية آثار نينوى، ذكر أن “من أهم المكتشفات هي عدد من الثيران المجنحة، فضلاً عن نصوص مسمارية وبعض الآثار ذات الأصل المصري داخل هذا القصر تعود إلى فترة الملك اسرحدون”، مبيّناً أن “قاعة العرش في هذا القصر هي أكبر القاعات المكتشفة بقصور العراق القديمة، ويبلغ طولها 58 متراً وعرضها 18 متراً”.
وأضاف أن “العمل يجري حالياً ضمن هذه المنطقة والتركيز على منطقة قاعة العرش والمنطقة التي حولها، والهدف منه هو إظهاره واستخراج الآثار الموجودة فيه بالكامل”، عاداً ما تم اكتشافه “كنزاً أثرياً وموقعاً مهماً جداً، وهو يسمى القصر العسكري عند الآشوريين، والذي هو قصر لأداء المهام الإدارية للملك إضافة إلى إدارة الشؤون العسكرية”.
أما بخصوص عدد المواقع الأثرية في المحافظة، لفت مسؤول وحدة الإعلام والعلاقات في مفتشية آثار نينوى إلى “وجود نحو 3 آلاف موقع تقريباً”، موضحاً أن “البعثات التنقيبية تعمل في أكثر من موقع، وتحديداً في نينوى ونمرود وخوسيباد”.
ويجري العمل في نينوى على البوابات الآشورية، فضلاً عن العمل في بوابة شمس، حسب مصطفى يحيى فرج، الذي قال أَيضاً إن “البعثة الفرنسية بدأت تنقيباتها في خوسيباد في البوابة الرئيسية في القصر الملكي، أما في نمرود فيجري العمل للتنقيب في مجمع القصور والمعابد فيها”.
مديرية الآثار في نينوى، سبق أن أبرمت عقوداً مع جامعات ألمانية وأميركية وإيطالية، لتأهيل العديد من المواقع الأثرية، وإعادة فتحها أمام السائحين.
من أبرز ما تحتويه نينوى الأثرية، قصر سنحاريب والجنائن المعلقة ومكتبة آشور بانيبال، آخر ملوك الإمبراطورية الآشورية العظماء، وهي مكتبة ضخمة عثر فيها على أكثر من 30 ألف لوح طيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى