أخبارالعالم

في مقال تحليلي على شبكة إعلامية عالمية: كيف وصل الإسلام الشيعي إلى تنزانيا؟

عرّفت شبكة (The Conversation) الإعلامية غير الربحية، متابعيها من حول العالم، بقضية عاشوراء الخالدة ومراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) التي تحتضنها مدينة كربلاء المقدسة كل عام.
ونشرت الشبكة، اليوم الثلاثاء، مقالاً مطوّلاً للباحثة (مارا ليختمان) الأستاذ المشارك في مجال الأنثروبولوجيا والدراسات الإسلامية بجامعة ولاية ميشيغان الأمريكية، بعنوان (كيف وصل الإسلام الشيعي إلى تنزانيا، وأصبحت مواكب عاشوراء تقليداً سنوياً).
وفي مقتطفات من المقال الذي ترجمته (وكالة أخبار الشيعة)، تستهل الباحثة حديثها بالإشارة إلى زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) التي يشارك فيها الملايين من الزائرين من مختلف دول العالم، معرّجة على الظلامات التي لحقت به وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) على عرصات كربلاء في واقعة الطف الأليمة من سنة (61 هجرية).
وتقول ليختمان: “لطالما انبهر العلماء بتنوع العروض الثقافية التي تثير المشاعر الشديدة التي تحدث خلال شهري المحرم وصفر، فقد قام قام الشيعة بتكييف الذكرى لربط التاريخ الإسلامي بالحاضر ولإبراز الحاجة إلى العدالة الاجتماعية للسكان المسلمين اليوم”.
وتضيف، “بصفتي باحثة عن الجاليات الشيعية في إفريقيا، فقد درست المواكب في شمال تنزانيا، وعادة ما يتم جدولتها وفقًا للتقويم القمري الإسلامي في اليومين التاسع والعاشر من المحرم”.
وتوضح، أنه “في تنزانيا، وصل الإسلام الشيعي لأول مرة مع مجتمع الخواجة التجاري، وهي طائفة من الهند تحولت من الهندوسية إلى الإسلام، وقد بدأ الخواجة في الاستقرار في شرق إفريقيا في القرن التاسع عشر بسبب الجفاف والمجاعات والاضطهاد الديني في وطنهم”.
وتضيف بأنه “في العام (1986) تأسست أول منظمة شيعية في تنزانيا، وتنامى نشاطها شيئاً فشيئاً في التعريف بالمذهب الشيعي، ويقع مقرها الرئيسي الآن في ضواحي مدينة أروشا شمال تنزانيا، وقد تطورت إلى شبكة شيعية كبيرة بقيادة أفريقية”.
وعن ملامح ومظاهر شهري المحرم وصفر الأحزان، تبين الباحثة بأن “الخواجة الشيعة كانوا يقيمون مواكب عاشوراء على مدى القرن الماضي، وكان الحاج علي ناثو الرئيس القديم لطائفة الخواجة الشيعية في زنجبار قد طلب من الحكومة الاستعمارية البريطانية أن يكون اليوم العاشر من محرم عطلة رسمية، وتم منح هذا في العام (1920 م)”.
وتشير إلى أن “مواكب عاشوراء أصبحت تقليداً سنوياً في زنجبار وتانجا، واكتسبت شعبية كبيرة في وقت لاحق في المناطق الحضرية مع بناء المساجد والحسنيات، مثل دار السلام، عاصمة تنزانيا الساحلية ومركز التجاري الرئيسي في أروشا، ويتم خلال المحرّم إغلاق الطرق وتوفير الأجواء الأمنية للمواكب العزائية”.
وتضيف بأن “المواكب العزائية أخذت تجذب الناس إلى واقعة كربلاء، وبأن الإمام الحسين (عليه السلام) هو مصدر إلهام للبشرية في السعي لتحقيق العدالة والمساواة”.
وتبين أيضاً بأن “من المظاهر الأخرى للشيعة إقامة موائد الطعام والتبرع بالدم والتشابيه وغيرها من الشعائر الدينية، ويحمل المشاركون في المسيرات العزائية رايات سوداء وهم يرتدون ملابس سوداء ويحملون لافتات مكتوبة في الغالب باللغة السواحيلية تعلن للسكان المحليين فضائل الإمام الحسين (عليه السلام)، كما ترتدي النساء والأطفال عصّابات الرأس التي يكتب عليها (لبيك يا حسين) و(فخور بكوني حسيني)، كما يلقي الزعماء الدينيون المشاركون كلمات للتذكير بما جرى على سيد الشهداء (عليه السلام)”.
وتؤكد أن “ممارسات وشعائر الشيعة في تنزانيا يتم حمايتها من قبل الحكومة، بوصفها تجمعات سلمية لإحياء أمر الإمام الحسين (عليه السلام)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى