المقالات

فدك هبة الرسول لفاطمة البتول في الرابع عشر من ذي الحجة الحرام

في اليوم الرابع عشر من ذي الحجة الحرام سنة سبع للهجرة النبوية الشريفة وهب رسول الله صلى عليه وآله السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فدكاً وأشهد على ذلك، والقول الآخر أنه وهبها في الخامس عشر من رجب الأصب.

 

 

في اليوم الرابع عشر من ذي الحجة الحرام سنة سبع للهجرة النبوية الشريفة وهب رسول الله صلى عليه وآله السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فدكاً وأشهد على ذلك، والقول الآخر أنه وهبها في الخامس عشر من رجب الأصب.

 

فتح فدك:

بعد فتح خيبر سنة سبع للهجرة قبل رحلة النبي صلى الله عليه وآله بزهاء أربع سنوات نزل جبرئيل عليه السلام بأمر فتح فدك بيد الرسول صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فذهبا إليها ليلاً ومعهما أسلحتهما، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام أن يعتلي كتفه فنهض رسول الله صلى الله عليه وآله ورفع أمير المؤمنين عليه السلام معه وصعد مولى الموحدين عليه السلام بمعجزة إلهية جدار القلعة وسيف رسول الله صلى الله عليه وآله بيده ورفع صوته المبارك بالأذان.

وظن يهود فدك أن المسلمين هجموا عليهم، وقد اعتلوا جدار القلعة، فأرادوا الفرار منها لكنهم رأوا الرسول صلى الله عليه وآله قبالة الباب في وقت نزل فيه أمير المؤمنين عليه السلام بسيف الرسول صلى الله عليه وآله، واشتبك معهم وقتل ثمانية عشر من كبارهم، واستسلم الباقون.

فأسر عليه السلام النساء والأطفال، وغنما أموالهم وأعلن أن من أسلم منهم يؤخذ خمس ماله، ومن بقي على دينه يؤخذ ماله كله وبهذا فتحت قلعة فدك دون أدنى أثر لعامة المسلمين وكما في الآيتين 6و7من سورة الحشر، فإن الأرض المفتوحة دون تجييش المسلمين عليها حتى إذا استسلم أهلها هم بأنفسهم لرسول الله صلى الله عليه وآله تكون ملكاً خاصا برسول الله صلى الله عليه وآله أرضاً وغنائم وأسرى وله التصرف بهم على ما يريد، ولا حق للمسلمين فيهم.

 

هبة فدك لفاطمة عليه السلام:

وبعد هذه الحادثة نزل جبرئيل عليه السلام بالآية المباركة: «وآت ذا القربى حقه» فسأله رسول الله صلى الله عليه وآله: من ذو القربى؟ وما حقها؟ فقال له عن الله تبارك وتعالى: «أعط فاطمة فدكاً» فقال النبي صلى الله عليه وآله للزهراء عليها السلام: «يا بنية إن الله قد أفاء على أبيك بفدك واختصه بها فهي له خاصة دون المسلمين، أفعل بها ما أشاء وإنه قد كان لأمك خديجة عليها السلام على أبيك مهر وإن أباك قد جعلها لك بذلك وانحلك إياها تكون لك ولولدك بعدك».

فقالت عليها السلام: «لست أحدث حي، أنت أولى بي من نفسي ومالي لك» فقال صلى الله عليه وآله: أكره أن يجعلوها عليك سبة فيمنعوك إياها من بعدي فقالت عليه السلام: قد قبلت يا رسول الله من ومنك أنفذ فيها أمرك فدعا بأديم ودعا أمير المؤمنين عليه السلام، وقال له: «أكتب لفاطمة عليها السلام بفدك نحلة من رسول الله صلى الله عليه وآله» وشهد على ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام ومولى لرسول الله صلى الله عليه وآله وأم أيمن فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أم أيمن إمرأة من أهل الجنة فلم يزل وكلائها عليها السلام فيها حياة رسول الله صلى الله عليه وآله.

 

حاصل فدك:

فجمع صلى الله عليه وآله الناس إلى منزلها عليها السلام وأخبرهم أن هذا المال لفاطمة عليها السلام ففرقه فيهم بعنوان عطية من فاطمة كتبوا أن حاصلها كان من سبعين ألف سكة ذهباً إلى عشرين ومائة ألف سكة سنوياً وكانت عيون كثير من المحتاجين تنتظر حاصل فدك كل سنة.

 

غصب فدك:

وبعد رحلة الرسول صلى الله عليه وآله أخرج مأموروا أبي بكر عامل الزهراء عليها السلام من فدك، وضموها وحاصلها إلى اموال حكومتهم الغاصبة.

وعرضت الزهراء عليها السلام على أبي بكر تلك الوثيقة التي أملاها الرسول صلى الله عليه وآله، وكتبها امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، لكنه لم يقبل الوثيقة، ولا الشاهدين عليها.

وبعد خمسة عشر يوماً من رحلة الرسول صلى الله عليه وآله جاءت فاطمة عليها السلام وجمع من الهاشميات إلى المسجد، وخطبت خطبة بليغة فصيحة زاخرة بالحقائق الإسلامية والدقائق الشرعية.

وكتب لها أبو بكر كتاباً دالاً إعادة فدك إليها، وفي عودتها إلى المنزل لقيها عمر، فأخذ الكتاب منها، وبصق فيه ومزقه وتجاسر عليها…!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى