اختطاف 50 امرأة في طرطوس وسط مخاوف تصاعد العنف ضد النساء العلويات

اختطاف 50 امرأة في طرطوس وسط مخاوف تصاعد العنف ضد النساء العلويات
وثّق تقرير حقوقي نشرته قناة “فرانس 24″، اختطاف ما لا يقل عن 50 امرأة في محافظة طرطوس ومحيطها، معظمهن من الطائفة العلوية، في ظل غياب تام للإجراءات الأمنية أو التحقيقات الرسمية لكشف ملابسات هذه الحوادث المتكررة، ما أثار قلقاً واسعاً في أوساط السكان والناشطين الحقوقيين.
وأشار التقرير إلى أن ظاهرة اختطاف النساء العلويات باتت تشكّل تهديداً يومياً لأمن النساء في بعض المناطق السورية، ولا سيما في طرطوس التي تُعدّ من المناطق الموالية للنظام، حيث تعيش العائلات حالة من الذعر المتصاعد بسبب ازدياد هذه الجرائم.
ونقل التقرير شهادات مؤلمة من أسر بعض المختطفات، منها قصة فتاة أُفرج عنها بعد شهرين من الاحتجاز، وهي في حالة نفسية صعبة لم تتمكن معها من الكلام، فيما أكد شقيقها أن العائلة لم تكن لها أي انتماءات سياسية. وأوضحت شقيقتها أن الفتاة كانت قد اختُطفت بعد أن سألها مسلحون مجهولون عن طائفتها، ولأنها علوية، تم اقتيادها إلى مكان مجهول حيث تعرضت لسوء معاملة.
ووفقاً لنشطاء حقوقيين تحدثوا للتقرير، تُسجّل يومياً حالتا اختطاف أو أكثر في طرطوس والمناطق المحيطة بها، وتستهدف هذه العمليات نساءً من مختلف الأعمار، من بينهن طالبات جامعيات وفتيات صغيرات، ما يكشف عن نمط من العنف المنظم والمتكرر لا يلقى أي رد فعل من الجهات الأمنية.
وصرّحت الناشطة الحقوقية فريحة يوسف بأن ما يحدث هو استمرار لنهج من العنف الممنهج ضد النساء، يعود بجذوره إلى سياسات النظام السابقة، مشيرةً إلى امتلاكها وثائق وشهادات تثبت اختطاف ما لا يقل عن 50 امرأة، في حين لا تزال الأجهزة الأمنية تتجاهل هذه الانتهاكات دون أي تحرك لوقفها أو محاسبة الفاعلين.
ويأتي هذا التقرير في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا، حيث تواجه النساء بشكل خاص تحديات متزايدة في ظل الفلتان الأمني، وغياب الحماية القانونية، وتراجع دور المؤسسات الحكومية في فرض النظام وحماية المدنيين.