
تداولت عدد من الصحف والمواقع الإخبارية الهندية، نتاجات ومخرجات ما وصفته بـ “الحدث الفكري البارز” المنعقد مؤخراً، حيث اجتمع علماء مسلمون في مدينة إسلام جيمخانا، بولاية مومباي، لإحياء ذكرى المناضل بادشاه خان وتسليط الضوء على إرثه في الدعوة إلى التعليم ونبذ العنف.
وكانت الندوة التي حملت عنوان “المسلمون في الهند: الماضي، الحاضر، والمستقبل”، قد شهدت تأكيدات من المتحدثين ضمن وقائعها على إن الاستثمار في تعليم النساء هو استثمار في مستقبل الأمة بأكملها.
وخلال كلمته، شدد الدكتور أخترول واساي، نائب رئيس جامعة مولانا آزاد السابق، على أن الإسلام لم يضع أي قيود على التعليم، وقال: “إن السؤال ليس ما إذا كانت النساء يرتدين البرقع، بل ما إذا كن متعلمات”، مؤكدًا أن تعليم المرأة يؤدي تلقائيًا إلى تعليم الأجيال القادمة.
هذا ولم يقتصر النقاش على قضية التعليم فحسب، بل امتد إلى أهمية الحوار بين المسلمين والهندوس من أجل بناء مجتمع متماسك، حيث أشار واساي إلى أن المسلمين في الهند عاشوا على مدى ألف عام إما كحكام أو رعايا، ولكن منذ عام 1947 أصبحوا مواطنين متساوين، مما يحتم عليهم التعاون مع مختلف الفئات لتعزيز وحدة الأمة.
من جهته، تحدث الدكتور محمد علي باتانكار الممثل عن “حركة القمصان الحمر” التي أسسها بادشاه خان، والتي عارضت تقسيم الهند وسعت إلى تحقيق العدالة الاجتماعية عبر المقاومة السلمية، حيث دعا في كلمته إلى الاستلهام من فكر بادشاه خان بقوله: “علّموا أطفالكم، وأنهوا الجهل والكراهية”.
كما أشاد إدريس نايكوادي، عضو المجلس التشريعي، بدور بادشاه خان في الدفاع عن الوحدة بين الهندوس والمسلمين، مؤكدًا أن نضاله امتد حتى بعد استقلال الهند، حيث واجه السجن بسبب معارضته لسياسات الحكومة الباكستانية، مضيفاً أنه قد حصل على جائزة بهارات راتنا البارزة، إلا أنه قد محي من ذاكرة الأجيال”.
يذكر أن جمعية سرهادي غاندي التذكارية كانت قد تأسست عام 2019 للحفاظ على ذكرى بادشاه خان في ظل محاولات طمس إرثه، حيث أوضح المحامي سيد جلال الدين أن الجمعية جاءت كرد فعل على تغيير اسم مستشفى في فريد آباد والذي كان يحمل اسم بادشاه خان، بعد أن بناه لاجئون فروا من العنف عقب تقسيم الهند.
وإختتم المشاركون ندوتهم بالتأكيد على أن رسالة بادشاه خان في الدعوة إلى التعليم، لا تزال حية، داعين إلى تبنيها في مواجهة التحديات الراهنة، حيث يبقى العلم هو المفتاح لبناء مستقبل مشرق يقوم على الوحدة والتفاهم بين مختلف أطياف المجتمع.