
في ظل السباق العالمي لإيجاد حلول لأزمة المناخ، تبرز أدوات غير تقليدية قد تكون مفتاحًا لتحقيق الاستدامة، ومن بينها التمويل الإسلامي، الذي كان محور النقاش في أحدث حلقات بودكاست “SystemShift”، التابع لمنظمة السلام الأخضر الدولية.
وانطلق النقاش من استطلاع رأي أجراه البرنامج، أظهر أن غالبية المشاركين لم يسمعوا بمفهوم التمويل الإسلامي من قبل، في حين أبدى 6٪ فقط اهتمامًا فعليًا به. ورغم ضآلة هذه النسبة، فإن المبادئ التي يقوم عليها التمويل الإسلامي تجعله نموذجًا ماليًا قادرًا على إحداث تحول في بناء اقتصاد أخضر مستدام.
واستضاف البودكاست د. طارق العليمي، المؤسس المشارك لشركة “سوشيال إنتربرايس” الدولية وعضو تحالف “الأمة من أجل الأرض”، الذي شدد على أهمية دمج المجتمعات الدينية في العمل المناخي، قائلاً:
“المجتمعات الدينية تمثل أكثر من 80٪ من سكان العالم، وتمتلك موارد هائلة يمكن توظيفها لحماية البيئة، وتحويل الأراضي الشاسعة إلى استثمارات مالية ضخمة.”
وأضاف أن التمويل الإسلامي، الذي يحظر الفائدة (الربا) ويركز على الاستثمار في الأنشطة الاقتصادية الحقيقية، يمكن أن يكون أداة قوية لتحقيق العدالة البيئية. كما أشار إلى أن حجم أصول التمويل الإسلامي العالمي سيصل إلى 6 تريليونات دولار بحلول 2027، مؤكدًا أن توجيه جزء بسيط منه لمشروعات الطاقة المتجددة قد يُحدث فرقًا كبيرًا في التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
ويعد التمويل الإسلامي نموذجًا مغايرًا للأنظمة المالية التقليدية، حيث يمنع المضاربة والاستثمارات الضارة بالبيئة، ويركز على الشراكات العادلة، بحيث يُستخدم المال لخلق قيمة حقيقية للمجتمع بدلًا من تحقيق أرباح قائمة على الفائدة.
وفي ظل تصاعد الجهود العالمية لتحقيق العدالة المناخية، يكتسب التمويل الإسلامي أهمية متزايدة كأحد الحلول المستدامة التي تستحق مزيدًا من الاهتمام، لا سيما مع إمكانياته الكبيرة للمساهمة في حماية الكوكب ودعم التحول إلى اقتصاد أخضر مستدام.