مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يستعد المسلمون حول العالم للصيام والعبادة والتأمل الروحي، وسط تحديات تتعلق بالحفاظ على مستويات الطاقة خلال ساعات الصيام الطويلة. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية تقريرًا متخصصًا، نقلت فيه عن خبراء الصحة نصائح عملية تساعد الصائمين على الحفاظ على نشاطهم وتجنب الشعور بالإرهاق.
وبحسب التقرير، أوضح الدكتور ناصر حنان، الطبيب البارز في عيادة لندن العامة، أن الصيام قد يسبب الصداع، وانخفاض الطاقة، وتغيرات في المزاج، إلا أن الجسم يبدأ بالتكيف مع هذه الحالة تدريجيًا مع مرور الأيام. ونصح بتنظيم الوقت بين العمل والعبادة والنوم، مع تخصيص وقت للقيلولة حتى لو كانت 20 دقيقة فقط، للمساعدة في تعويض قلة النوم والتخفيف من ضغط العمل.
من جانبها، شددت الدكتورة شازيا صديقي، أخصائية الأمراض الجلدية، على أهمية الاستعداد المسبق للصيام، عبر تقليل استهلاك الكافيين قبل حلول الشهر بأسبوعين، لمنع الصداع الناتج عن الانقطاع المفاجئ عنه. كما أوصت بالحفاظ على الترطيب الجيد للجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء، وتنظيم مواعيد النوم تدريجيًا لتسهيل التأقلم مع الصيام، مؤكدة أن “الصيام يشبه سباق الماراثون، وليس سباقًا سريعًا، لذا يجب التدرج في التأقلم معه”.
وأشار الخبراء إلى أن تناول الإفطار بطريقة صحية يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الطاقة، حيث يُفضل البدء بالتمر والماء لرفع مستويات السكر تدريجيًا، متبوعًا بوجبة متوازنة تضم البروتين، الكربوهيدرات المعقدة، والدهون الصحية، مع تجنب السكريات المكررة التي تسبب انخفاضًا سريعًا في الطاقة. كما أوصوا بعدم الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، لتجنب الشعور بالخمول.
وفيما يخص الترطيب، أكد التقرير أن شرب الماء بكثرة بين الإفطار والسحور أمر ضروري لتجنب الجفاف، مع تجنب المشروبات الغنية بالكافيين والمشروبات الغازية التي تزيد الشعور بالعطش. وبدلًا من ذلك، يُنصح بتناول العصائر الطبيعية والزبادي أو اللبن خلال وجبة السحور، للحد من حموضة المعدة وتعزيز الترطيب.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن رمضان لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمثل فرصة لإعادة ضبط نمط الحياة، والتركيز على الجوانب الروحية، وتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، في تجربة سنوية تعيد التوازن للصحة الجسدية والنفسية للصائمين.
