في خطوة أثارت استنكاراً واسعاً، يستعد حزب “من أجل الحرية” اليميني المتطرف بقيادة السياسي المعروف خيرت فيلدرز لطرح مشروع قانون يقضي بمعاقبة كل من يمتلك نسخة من القرآن الكريم بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وفقاً لما كشفته مصادر محلية هولندية. ورغم عدم إصدار الحزب بياناً رسمياً بشأن هذا المقترح، إلا أن أحد قياديي الائتلاف الحكومي أكد وجوده خلال لقاء تلفزيوني محلي، مما أثار حالة من الجدل والقلق داخل المجتمع الهولندي.
المقترح يأتي ضمن سلسلة من السياسات المثيرة للجدل التي يعبر عنها فيلدرز وحزبه، إذ يواصل الزعيم المتطرف نشر خطاباته العدائية ضد المسلمين، مستنكراً تزايد أعدادهم في هولندا، والتي اعتبرها تهديداً مباشراً لهوية البلاد. وسبق أن انتقد علناً مشاهد أداء المسلمين للصلاة في الأماكن العامة، واصفاً ذلك بأنه “طمس للهوية الهولندية”.
خيرت فيلدرز، الذي يعيش تحت حماية الشرطة منذ عام 2004 بسبب تهديدات متكررة، لطالما استغل منصاته الإعلامية لمهاجمة الإسلام والمهاجرين، ويُعرف بتوجهاته المتشددة التي تضمّنت في برنامجه الانتخابي وعوداً بإنشاء “وزارة لتطهير الإسلام”. كما دعا إلى تصنيف الدين الإسلامي كعقيدة شمولية، مع حظر المساجد والمدارس الإسلامية ومنع انتشار الفكر الإسلامي عبر القرآن الكريم، فضلاً عن فرض قيود مشددة على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة وإغلاق مراكز اللجوء.
هذه التحركات تعكس استمرار فيلدرز في إثارة الكراهية تجاه المسلمين والمهاجرين، ما يثير مخاوف من تصاعد التوترات الاجتماعية في هولندا. كما من المتوقع أن تواجه هذه السياسات إدانة من المؤسسات الحقوقية والدولية، التي ترى فيها تهديداً واضحاً لمبادئ التعايش وحرية الدين التي تقوم عليها المجتمعات الديمقراطية.