هيومن رايتس ووتش: مشاريع السعودية العملاقة تشيّد بانتهاكات عمالية واسعة مع اقتراب كأس العالم 2034

أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا يكشف عن انتهاكات واسعة النطاق يتعرض لها العمال الوافدون المشاركون في تشييد المشاريع العملاقة في السعودية، التي تتزامن مع استعدادات المملكة لاستضافة كأس العالم 2034.
ووصف التقرير هذه الانتهاكات بـ”المنهجية”، مشيرًا إلى أنها تفاقم الأزمة الحقوقية في البلاد، خاصة في ظل غياب الإصلاحات الفعالة.
يحمل التقرير، الذي جاء بعنوان “سأدفع أجرك بعد أن تموت: المشاريع السعودية العملاقة المشيّدة بانتهاكات عمالية متفشية”, وثائق من 79 صفحة تتناول الممارسات القمعية التي يواجهها العمال الوافدون، مثل رسوم توظيف باهظة تُفرض عليهم بشكل غير قانوني، وسرقة الأجور وعدم دفعها لعدة أشهر، بالإضافة إلى ضعف الحماية من الحرارة الشديدة، ما يؤدي إلى وفيات غير مبررة، فضلاً عن قيود تعسفية على تغيير الوظائف أو مغادرة البلاد، وغياب التحقيقات في وفيات العمال، مما يحرم أسرهم من الدعم أو التعويض.
وقال مايكل بيج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة: “القوى العاملة التي تشيّد مشاريع بمليارات الدولارات تُستغل دون أي سبل للإنصاف. تجاهل فيفا لهذه الانتهاكات سيكون كارثيًا على العمال وأسرهم.”
سلط التقرير الضوء على مشاريع مثل نيوم وحديقة الملك سلمان التي تنفذها السعودية بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، حيث أُجبر عمال على دفع مبالغ طائلة مقابل تغيير وظائفهم، فيما واجهوا تهديدات بالترحيل في حال رفضهم.
وعلى الرغم من إعلان السعودية عن مبادرة الإصلاح العمالي عام 2021 لتحسين ظروف العمالة الوافدة، أكد التقرير أن التغييرات لم تكن كافية لمعالجة جذور المشكلة. لا تزال قيود صارمة تمنع العمال من تغيير وظائفهم بحرية أو مغادرة البلاد دون موافقة أصحاب العمل.
وانتقدت هيومن رايتس ووتش موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي لم يطالب السعودية بضمانات لتحسين أوضاع العمالة الوافدة رغم الحاجة لبناء 11 ملعبًا جديدًا وتطوير بنية تحتية واسعة استعدادًا لكأس العالم.
وأشارت المنظمة إلى أن قرار فيفا بالمضي قدمًا في منح السعودية حق الاستضافة دون شروط حقوقية يُظهر “تواطؤًا صريحًا مع الانتهاكات المستمرة.”
طالبت المنظمة السلطات السعودية بتنفيذ إصلاحات عاجلة وشاملة لضمان امتثال قوانين العمل للمعايير الدولية، كما دعت فيفا إلى اتخاذ إجراءات لضمان حماية حقوق العمال في مراحل الإعداد للبطولة.
وأضاف التقرير أن استمرار هذه الانتهاكات يُلحق أضرارًا إنسانية واقتصادية بأسر العمال، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على السعودية لتحسين أوضاع العمالة الوافدة ووقف الانتهاكات الممنهجة.