رجل مسن من كربلاء المقدسة يروي كيف كانت تجري مراسيم الاول من محرم في زمن الطاغية
في الليلة الاولى من شهر محرم من كل عام تشهد مدينة كربلاء مراسيم خاصة لتبديل راية قبة الامام الحسين بن علي “عليهما السلام” السبط الثاني للنبي محمد “صلى الله عليه واله”.
في الليلة الاولى من شهر محرم من كل عام تشهد مدينة كربلاء مراسيم خاصة لتبديل راية قبة الامام الحسين بن علي “عليهما السلام” السبط الثاني للنبي محمد “صلى الله عليه واله”.
حيث يجتمع الالاف من المسلمين من مختلف بقاع العالم غالبيتهم من العراقيين للمشاركة في هذه المراسيم الكبيرة التي تجري في صحن الامام الحسين “عليه السلام”.
وتمثل تلك المراسيم من وجهة نظر المسلمين اعلانا لبدء الحزن بحلول ذكرى شهادة الامام الحسين “عليه السلام” وانطلاقا للشعائر الحسينية ومجالس العزاء لتجدد مأساة واقعة عاشوراء التي استشهد فيها الامام الحسين واهل بيته واصحابه عام 61 للهجرة.
الا ان مدينة كربلاء لم تكن تشهد هذه المراسيم في الحقبة الماضية بسبب القيود التي فرضها نظام البعث على الشعائر الحسينية آنذاك، حيث كانت المراسيم تجري بسرية تامة وتكتم شديدين.
ويروي الحاج عبد زنكي وهو احد سكنة منطقة باب الطاق وسط مدينة كربلاء القديمة؟ كيف كانت تجري مراسيم استبدال راية قبة الامام الحسين “عليه السلام” في عهد نظام البعث المقبور.
وقال زنكي، “في شهر محرم عام 1979 وفي ساعة متأخرة من الليل كنا نتسابق انا ورفاقي في ازقة المدينة القديمة المعتمة للحاق بمشاهدة مراسيم تبديل راية الامام الحسين (عليه السلام) التي يستبدلها احد السادة الخدم.”
واضاف، “كان الوقت يمضي بسرعة ونحن نذرف دموعنا لتلك المشاهد حتى داهمنا رجال الامن وبدأوا بضربنا بأخمص البنادق وانهالوا علينا بافضع الشتائم “، موضحا “بعد ساعات من فقدان الوعي وجدنا انفسنا خلف قضبان السجن ولم نخرج الا بعد وساطات وتعهدات”.
وتبقى الراية السوداء التي ترفع في الاول من محرم مرفوعة فوق القبة الذهبية طوال شهري محرم وصفر، فيما ترتفع اعداد الزائرين العرب والاجانب الذين يقصدون المدينة لإحياء زيارة عاشوراء في العاشر من محرم وزيارة الاربعين في العشرين من صفر.
وعن تاريخ هذه المراسيم، يقول المؤرخ سعيد رشيد زميزم، ان العرب سابقا في شبه الجزيرة العربية كانوا يرفعون الراية الحمراء على قبر زعيم العشيرة او احد رموزها ولا يؤخذ بثأره، وتبقى هذه الراية مرفوعة حتى يؤخذ بثأره.
وبعد سقوط النظام البائد قامت ادارة العتبة الحسينية بتبني مقترح تقدم به مجموعة من العاملين في العتبة الحسينية بخصوص اقامة مراسيم خاصة لاستبدال الراية الشريفة وتم تطوير المقترح بالشكل الذي نراه اليوم.