مؤسسة شيرازي فاونديشن العالمية تؤكّد على أهمية التضامن الإنساني وتدعو لبذل المزيد من الجهود لتحقيقه
قالت مؤسسة شيرازي فاونديشن العالمية، إن التضامن الإنسانيّ مسارٌ ثقافيّ وتربويّ، ينطلق من قاعدة المجتمع، ولا يتحقق بمجرد إصدار القوانين والتعاميم أو إطلاق الخطابات الرنّانة، بل لابدّ من إطلاق المبادرات العملية التي تتناسب ومستوى الوعي لكلّ الفئات الاجتماعية.
وأصدرت المؤسسة العالمية، رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني، دعت فيها إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل تجسير الهوة بين مختلف فئات المجتمع على أساس احترام حقوق الإنسان والتنوّع.
كما ولفتت المؤسسة أنظار المجتمع الدولي إلى المضامين السامية التي وردت عن النبي الأكرم وآله الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم) التي تحث على التضامن الإنساني والاهتمام بالرعية على اختلاف معتقداتهم.
أدناه رسالة المؤسسة كما وردت لـ (وكالة أخبار الشيعة):
1- إيماناً من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأهمية تعزيز ثقافة التضامن وروح المشاركة لمكافحة الفقر؛ أصدرت قرارها 209/60 المؤرخ في17 آذار/مارس 2006، باعتبار التضامن أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وتقرر، في هذا الصدد، إعلان 20 كانون الأول/ديسمبر من كل عام يوماً دولياً للتضامن الإنساني، والتذكير بضرورة إيلاء الاهتمام وتقديم العون للشرائح البشرية المهمشة من قبل الفئات التي حققت مكاسب هائلة من العولمة.
وأنشأت الجمعية العامة في شباط/فبراير 2003، بموجب قرارها 265/57، صندوق التضامن العالمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويتمثل الهدف منه في القضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في البلدان النامية، ولا سيما بين القطاعات الأكثر فقراً من سكانها.
2- إنّ إخفاق المجتمع الدوليّ في حلّ الأزمات سلميّاً، يعكس بوضوح الفشل في إدارة الصراعات نتيجة تغليب منطق القوة على حساب قوة المنطق، الأمر الذي نجم عنه نشوب الحروب العسكرية والاقتصادية و تفاقم المشكلات المالية والمعيشية وانتشار الأزمات الاجتماعية.
3- إنّ رفض الاعتراف بالتنوّع الإنسانيّ بمختلف أشكاله واقعاً طبيعياً، من أهمّ عوامل تدهور الأوضاع العالميّة؛ إذ أفرز مجموعات بشريّة تعاني من التهميش الثقافي، الفكري، العرقي، الديني والاجتماعي، وتكبدت في داخلها كمية هائلة من الحرمان والحقد، قد تتحوّل لقنبلة موقوتة تنفجر يوماً ما لتضرب الاستقرار و السلام العالميين؛ وهو ما بدأت إرهاصاته تظهر في العديد من بلدان العالم، في تهديد لمستقبل الأجيال القادمة. ولا ريب أنّ استمرار حالة نكران الغير وخصوصياته نتيجة التمسك بأيديولوجيات مؤطّرة منغلقة والانجراف وراء مصالح مادية ضيقة مما يعزز حالة الشك والريبة بين البشر ويحول دون مدّ جسور التواصل بينهم، ليبقي فكرة التضامن الإنساني مجرّد شعارٍ فارغٍ لا يحلّ أزمات البشر، بل قد يسهم في تفاقمها.
4- إنّ التضامن الإنسانيّ مسارٌ ثقافيّ وتربويّ، ينطلق من قاعدة المجتمع، ولا يتحقق بمجرد إصدار القوانين والتعاميم أو إطلاق الخطابات الرنّانة من قبل النخب السياسية والفكرية والاجتماعية والدينية، بل لا بدّ من إطلاق المبادرات العملية التي تتناسب ومستوى الوعي لكلّ الفئات الاجتماعية من خلال التأكيد على احترام حقوق الإنسان الأساسية ومشاطرة آلامه وآماله ومعايشة همومه، والعمل على تقليل مساحة التهميش بالاهتمام بالمهمّشين وإعطائهم دوراً في الفعاليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كي يكون عنصراً فاعلاً في صلب المجتمع وبنائه.
5- إنّ التراث الحضاريّ الغنيّ الذي تركه لنا الأئمة المعصومون (عليهم السلام) طافحٌ بالحلول العمليّة لتعزيز ثقافة التضامن الإنساني؛ من خلال تحميل كل فرد بالمجتمع مسؤوليته في مكافحة التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فقد جاء في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضوان الله عليه): “وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، و ولي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك”.
6- في اليوم العالمي للتضامن الإنساني، ندعو كافة الحكومات والدول والجهات الرسمية والمنظمات والمؤسسات الأهلية والمجتمع المدني لبذل المزيد من الجهود في سبيل تجسير الهوة بين مختلف فئات المجتمع على أساس احترام حقوق الإنسان والتنوع ورفض التهميش والتعصب والعنف، في سبيل بناء عالم تسوده العدالة والمساواة والحرية.