منظمة اللاعنف العالمية تجدّد تأكيدها على الالتزام بمبدأ التسامح وتدعو قادة العالم لنشره
بعثت منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) رسالةً للكل المجتمعات الإنسانية، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي وافق يوم أمس السادس عشر من شهر تشرين الثاني، لافتةً إلى أهمية نشر التسامح والالتزام بتعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب.
وقالت المنظمة في رسالتها التي اطلعت عليها (وكالة أخبار الشيعة): إن “تجارب السنوات الماضية أثبتت حقيقة مهمة أن العالم لم يعد مجرد قرية صغيرة فحسب، بل أضحى جسداً واحداً “إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وتابعت أنه “لم يعد أحدٌ في أي بقعة من هذه البسيطة بمنأى عن تداعيات الخلافات السياسية والصراعات الدينية والحروب العسكرية والنزاعات الاقتصادية والكوارث البيئية والجوائح الصحية حول العالم؛ فالجميع عاش ويعيش آثارها السلبية في تفاصيل حياتهم اليومية بغضّ النظر عن عرقيته أو قوميته أو دينه أو ثقافته”.
ولفتت إلى أن “دفن الرأس في الرمال بالتساهل واللامبالاة في مقاربة تلك التحديات المصيرية لا شكّ أنه سيجعل العالم عرضةً لمخاطر و ويلات قد تودي به للفناء والاندثار”.
وأوضحت المنظمة أيضاً بأن “التحدّيات العالمية الأخيرة عزّزت الشعور بين الأفراد بضرورة الاهتمام بأنفسهم ومشكلاتهم وعدم انتظار مبادرات دولهم، مع إدراك أهمية استثمار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع أقرانهم حول العالم ممن يشاطرونهم الآمال والآلام نفسها، ما جعل الأرضية ممهّدةً للتوصّل إلى لغة مشتركة للتفاهم في سبيل بناء مستقبل أفضل لها وللأجيال القادمة”، مبينة أن من هنا “تبرز أهمية التسامح كعامل تفاعل بين البشر بما يحمل من معاني احترام حقوق الإنسان وقبول الآخر والتنوع بمختلف مستوياته وأشكاله”.
المنظمة ذهبت بالقول إلى إن “التسامح بمعنى قبول التمايز ورفض التمييز، يدفع الإنسان للتميّز والإبداع، ويوسّع هامش الحرية ويقضي على التهميش؛ الأمر الذي يجعله صمام أمان للمجتمعات البشرية يدرأ عنها أخطار الظلم والاستبداد والتعصب، ويعبّد الطريق لعالمٍ ينعم بالأمن والسلام والاستقرار”.
وأكدت كذلك بأن “التسامح مشروع جماعيّ تشارك فيه كافّة شرائح المجتمع وتُعنى به الجهات الأهلية والحكومية معاً من خلال مؤسسات التربية والتعليم والإعلام والاتصالات والعدل والقضاء والثقافة والدين عبر إطلاق البرامج وتكريم رواد التسامح وتسليط الضوء على مشاريعهم و إصدار القوانين والتشريعات ذات الصلة بتعزيز ثقافة التسامح ورفض مختلف أشكال التعصب”.
وفي حين جدّدت المنظمة تأكيدها على الالتزام بمبادئ التسامح، دعت قادة العالم السياسيين والروحيين والاجتماعيين على بذل مزيد من الجهد لنشر التسامح وعدم التسامح مع أي محاولة لضرب تلك القيمة الإنسانية لاسيما في ظل الظروف العالمية الراهنة التي تمس الحاجة فيها للسلام والأمن على أساس التسامح”.