في ذكرى شهادة النبي صلى الله عليه وآله .. المرجع الشيرازي يدعو العلماء والحكام إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع
دعا المرجع الديني سماحة اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في كلمته بذكرى شهادة النبي الاكرم صلى الله عليه واله العلماء، والحكام بتحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع.
وقال سماحته في كلمته بجموع المعزين، “أرفع التعازي للمقام الرفيع والمنيع، لمولانا بقيّة الله الإمام المهدي الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف، بمناسبة ذكرى استشهاد أشرف الأولين والآخرين، النبيّ الأعظم، سيّدنا محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وبناء على رواية، ذكرى استشهاد سبطه الأكبر، مولانا الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه، وذكرى استشهاد مولانا الإمام الرؤوف الرضا صلوات الله عليه، كما أقدّم التعازي إلى الشيعة كافّة وكل الذين تحمّلوا المصائب بسبب فقدان هؤلاء المعصومين عليهم السلام، وأسأل الله عزّ وجلّ وبعنايته الخاصّة أن يعجّل في الظهور الشريف لإمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، لكي ينجو العالم من المصائب التي ابتلي بها.”
واضاف سماحته، ان من أوصاف النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله انّه أحلّ جميع الطيّبات وما هو جيّد على الناس في مختلف المجالات، الاقتصادية والاجتماعية، والروحية، والنفسية، وغيرها، ودعا إلى اجتناب كلّ ما هو سيئ في كل مجال.
وتابع سماحته، “وفقاً لمسؤوليتي الشرعية، أشكر كلّ الذين وفّقوا في هذه السنة، ببذل الخدمات في سبيل إقامة الشعيرة الكبيرة، شعيرة الأربعين الحسيني، وبالأخصّ الذين تشرّفوا بزيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه، وأنا أدعو لهم جميعاً في الصلاة وغيرها، وذلك تأسّياً بالإمام المعصوم صلوات الله عليه، حيث كان يدعو في سجوده لمقيمي الشعائر الحسينية.
واشار سماحته، “لقد انتهى أربعين هذه السنة، ولكن يمكن للمؤمنين أن يبحثوا ويحقّقوا عمّن أصيب بمشاكل مختلفة في إقامته للشعائر الحسينية، وأن يقوموا بإعانته، فهذا العمل له عند الله تعالى المقام الكبير، وفي المقابل، الويل للذين أوجدوا العراقيل في طريق الأربعين الحسيني”، مؤكدا إنّ الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم لم يمنعوا الناس عن زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه في زمن كان تقطع فيه أيدي من يريد الزيارة، بل إنّ الإمام الهادي صلوات الله عليه بعث شخصاً إلى كربلاء ليدعو للإمام عند الحائر الحسيني حتى تقضى حاجة الإمام، فالويل للذين منعوا في هذه السنة زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه.
وشدد سماحته، “إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قد أكّد على جميع الطيّبات، ونهى عن السيّئات كلّها، ولقد حكم صلى الله عليه وآله لمدّة عشر سنوات في المدينة المنوّرة، وتعرّض للعديد من المشاكل من قبل المنافقين بالداخل ومن المشركين، ولم يكن لذلك نظير في أيّة حكومة، ومع ذلك كله، لم يمت حتى شخص واحد من الجوع في حكومة النبيّ صلى الله عليه وآله”.
ودعا سماحته، الشباب أولاً، أن يعرفوا تاريخ رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم يوصلوه إلى العالمين، فنبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله اليوم هو المظلوم الأكثر، حيث نسبوا إليه الكثير من التهم والافتراءات وخصّصوا لذلك ميزانيات كبيرة ووسائل إعلامية كثيرة، وهكذا هم الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم.
وتابع، “مسؤوليتان كبيرتان تقع على عاتق اثنين: العلماء والحكّام، وسوى العلماء والحكّام، على الجميع أن يهتمّوا بالشباب، وأن يجعلوا ما حولهم من الشباب في إطار الدين، القضية المهمّة الأخرى هي قضية زواج الشباب، فعلى الجميع أن يهتمّ بقضية زواج الشباب، بنين وبنات، ويجب التعامل مع هذه القضية وأخذها بالسهل”.
واختتم، “أسأل الله عزّ وجلّ أن يوفّق الجميع، في أن يحافظوا على النشاط الذين كان لهم في شهري محرّم وصفر، ويستمّروا به ويحافظوا عليه في باقي الأيّام، وأن يهتمّوا بقضيتي: التولّي والتبرّي، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين”.