أوروبا

حلم مؤجل يتحقق.. كلشاه سرت تصبح إحدى أوائل الطيّارات المحجبات في تركيا

حلم مؤجل يتحقق.. كلشاه سرت تصبح إحدى أوائل الطيّارات المحجبات في تركيا

تحوّل حلم الطفولة لكلشاه سرت إلى واقع بعد سنوات من الجهد والتدريب المكثف، لتصبح إحدى أوائل الطيّارات المدنيّات التركيات المحجبات. في مقابلة مع وكالة الأناضول، روَت سرت تفاصيل مسيرتها المهنية والتحديات التي واجهتها قبل تحقيق حلمها في عالم الطيران.
وقالت سرت إن زملاءها يكتشفون مع مرور الوقت أن جميع الطيّارين تلقوا التدريب نفسه ويتقنون اللغة المهنية ذاتها، مشيرةً إلى أنه “حين نبدأ العمل معًا يدركون أننا نحمل الكفاءة نفسها، ومع المعرفة والتعامل المباشر تختفي جميع الأحكام المسبقة”.
وأضافت أن حلمها بأن تصبح طيّارة ظل مؤجّلاً لسنوات بسبب القيود التي كانت مفروضة على ارتداء الحجاب في مجالات التعليم والعمل حتى مطلع العقد الماضي. ومع دخول قرار رفع حظر الحجاب في المؤسسات الحكومية التركية عام 2013 حيز التنفيذ، أصبح بإمكانها متابعة تدريبها في الطيران.
واستأنفت سرت حياتها المهنية، والتحقت بمدرسة طيران في ولاية أضنة جنوب البلاد، وبدأت مرحلة جديدة من التدريب المكثف، حيث كانت تعمل بنوبات ليلية وتستثمر كل وقتها المتاح بين العمل والدراسة والتحليق، مؤكدة أن “طريق الطيران لا يحتمل التراخي أو التهاون”.
وأوضحت أن الحصول على رخصة الطيران التجاري يتطلب ما لا يقل عن 215 ساعة طيران، تشمل رحلات تدريبية مع مدرّبين وأخرى فردية، فيما كانت الاختبارات النظرية تتألف من 14 مادة، مشيرة إلى أن الفشل في مادة واحدة يستلزم إعادة جميع المواد، وهو ما دفع كثيرين إلى التوقف في منتصف الطريق.
وبعد اجتياز جميع مراحل التدريب، حصلت سرت على رخصة مدرّبة طيران، لتتولى بعد ذلك تدريب مئات الطيارين في مدارس مختلفة، خاصة خلال فترة تباطؤ التوظيف في شركات الطيران أثناء جائحة كورونا، مؤكدةً أن نقل الخبرة والتعليم مسؤولية لا تقل أهمية عن ممارسة المهنة نفسها.
وأشارت سرت إلى كونها من أوائل الطيّارات المحجبات في تركيا، مضيفةً أن هذا الأمر يحملها مسؤولية إضافية، لكنها لفتت إلى أن بعض المواقف الناتجة عن الدهشة أو عدم الاعتياد تزول سريعًا بمجرد العمل المشترك، مؤكدة أن الكفاءة المهنية تفرض نفسها في النهاية.
وذكرت سرت أن عدد الطيارين في تركيا يزيد على 25 ألفًا، في حين لا يتجاوز عدد النساء ألفي طيّارة، معتبرة أن هذه النسبة مرشحة للتغيير مع ازدياد الوعي والنماذج الملهمة.
ووجّهت رسالة للفتيات والنساء الراغبات في دخول عالم الطيران: “هذه المهنة لا تُبنى على الحماس المؤقت، بل على الانضباط والعمل المستمر وإتقان اللغة الإنكليزية. من تملك هذه المقومات، فلا تتردد”. وختمت حديثها بالقول: “إذا وضع الإنسان هدفًا واضحًا أمامه وسعى إليه بإصرار، فلا يوجد مستحيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى