أحداث دامية عقب مظاهرات علويّة تطالب بالحماية والفدرالية في عدة محافظات سورية

أحداث دامية عقب مظاهرات علويّة تطالب بالحماية والفدرالية في عدة محافظات سورية
شهدت عدة محافظات سورية، أمس الأحد، أحداثًا دامية أعقبت خروج مظاهرات حاشدة لأبناء الطائفة العلوية، طالبوا خلالها بحمايتهم من الاعتداءات والاعتقالات التي طالتهم بعد سقوط نظام بشار الأسد، واتهموا جماعات مسلحة مقربة من السلطة المؤقتة بالوقوف خلفها، إضافة إلى مطالبات بتطبيق الفدرالية وحق تقرير المصير.
وتظاهر آلاف العلويين في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، استجابة لدعوة أطلقها رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر الشيخ غزال غزال، الذي دعا إلى تظاهرات سلمية للمطالبة بالحقوق ووقف ما وصفه بالانتهاكات القائمة على الهوية.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن التظاهرات تركزت في مدن وبلدات الساحل السوري، ولا سيما في دوار الزراعة بمدينة اللاذقية، حيث شهدت الأجواء توترات كبيرة بعد تجمع مؤيدين للسلطة المؤقتة بالقرب من المحتجين، وتبادل شعارات طائفية، قبل أن تتطور الأحداث إلى اعتداءات مباشرة على المتظاهرين العلويين.
وأكد شهود عيان ومتظاهرون أن مجموعات مسلحة أطلقت الرصاص الحي باتجاه المحتجين السلميين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، وسط حالة من الذعر والفوضى. ووفق حصيلة أولية، قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب نحو 60 آخرين في مدينة اللاذقية وحدها، جراء إطلاق النار خلال الاحتجاجات.
وقال متظاهرون إن خروجهم جاء “دفاعًا عن الكرامة والحقوق”، مشيرين إلى أن المئات من أبناء الطائفة العلوية لا يزالون معتقلين دون تهم واضحة أو محاكمات، إضافة إلى فصل آلاف الموظفين من أعمالهم على خلفية انتمائهم الطائفي، واتهامهم جماعيًا بالارتباط بالنظام السابق.
وأشار الأهالي إلى أن التفجير الإرهـ،ـابي الذي استهدف جامع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في حمص شكّل “دليلًا خطيرًا على استهداف العلويين حتى في دور عبادتهم”، معتبرين أن ذلك نتيجة مباشرة لخطاب الكراهية والتحريض الطائفي.
ودعا المتظاهرون المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لحماية العلويين والدروز والكرد وبقية المكونات السورية، وضمان حقوقهم الدستورية، ووقف الانتهاكات التي تنفذها جماعات مسلحة وصفوها بـ”الجهادية” وعناصر مرتبطة بالسلطة المؤقتة.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن وحدات من الجيش، مدعومة بآليات مصفحة، دخلت مراكز مدينتي اللاذقية وطرطوس، في إطار إجراءات قالت إنها تهدف إلى “حفظ الأمن وإعادة الاستقرار”، مشيرة إلى تعرض قوى الأمن والأهالي لاستهداف من قبل “مجموعات خارجة عن القانون”.
من جانبه، قال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية العميد عبد العزيز الأحمد إن القوات الأمنية تعرضت لإطلاق نار مباشر من جهات مجهولة أثناء انتشارها قرب مواقع الاحتجاج، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر الأمن ومدنيين، إضافة إلى تضرر آليات تابعة للشرطة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الطائفية والأمنية في البلاد، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو مزيد من العنف، في وقت يطالب فيه العلويون بضمانات حقيقية لأمنهم وحقوقهم السياسية والاجتماعية في سوريا ما بعد الأسد.




