أمريكا

تصاعد استهداف دور العبادة في الولايات المتحدة وسط تحذيرات حقوقية من تنامي جرائم الكراهية

تصاعد استهداف دور العبادة في الولايات المتحدة وسط تحذيرات حقوقية من تنامي جرائم الكراهية

تشهد الولايات المتحدة تصاعدًا مقلقًا في حوادث استهداف دور العبادة، شملت مساجد وكنائس ومعابد يهودية وغرف صلاة في الجامعات، في نمط متزايد من التخريب والتحرش والترهيب، وفق تقارير حقوقية ومصادر مجتمعية. وتُعد هذه الاعتداءات، بحسب مراقبين، مساسًا مباشرًا بالحق في ممارسة الشعائر الدينية بحرية وأمان، وتهديدًا للنسيج الاجتماعي القائم على التعددية والاحترام المتبادل.
وخلال السنوات الأخيرة، سُجلت حالات تشويه وكتابات كراهية على جدران مساجد، وتدنيس أماكن صلاة، ما دفع العديد من المجتمعات الدينية، ولا سيما المسلمة، إلى تشديد الإجراءات الأمنية حول دور العبادة. وغالبًا ما تتزامن هذه الحوادث مع فترات تصاعد الخطاب السياسي أو التوترات الدولية، الأمر الذي ينعكس على شعور المصلّين بالأمان داخل أماكن يفترض أن تكون ملاذًا للسكينة والطمأنينة.
وتشير بيانات عام 2025 إلى أن جرائم الكراهية ذات الدوافع الدينية ما زالت عند مستويات مرتفعة تاريخيًا، مع استمرار التخريب كأحد أكثر أشكال الاعتداء شيوعًا. ولفتت منظمات حقوق مدنية إلى ارتفاع استهداف المساجد مقارنة بمرحلة ما قبل عام 2021، إلى جانب بقاء التخريب المعادي للسامية ضد المعابد اليهودية عند مستويات عالية، واستمرار الاعتداءات على الكنائس بوتيرة تفوق ما كان مسجلًا قبل جائحة كورونا.
وسُجلت خلال العام الجاري حوادث تخريب طالت عددًا من دور العبادة، من بينها مراكز إسلامية في ولايات كاليفورنيا وبنسلفانيا ومينيسوتا وتكساس، إضافة إلى معابد يهودية وكنائس في ولايات مختلفة، فضلًا عن الإبلاغ عن تدنيس مقابر وغرف صلاة جامعية. وقد صنّفت السلطات الفيدرالية دور العبادة ضمن الأهداف المتكررة لجرائم الممتلكات ذات الدوافع التحيزية.
من منظور حقوق الإنسان، تؤكد تقارير أن هذه الهجمات تشكل نوعًا من الترهيب الجماعي، إذ تؤدي إلى تقييد التعبير الديني العلني وعزل المجتمعات الأقلية، محذّرة من أن تجاهل هذه الجرائم أو التقليل من خطورتها قد يمهّد لتصعيد أخطر في مستويات العنف.
وفي هذا السياق، شدد ناشطون في المجتمع المدني، من بينهم رئيس منظمة اللاعنف العاليمة (المسلم الحر) مجتبى أخوند، على ضرورة اعتماد استجابة أخلاقية وقانونية حازمة، تقوم على تجريم الاعتداء على دور العبادة وفرض عقوبات رادعة تعكس خطورة هذه الأفعال، إلى جانب تعزيز الحماية الوقائية وعدم تحميل المؤسسات الدينية، خصوصًا التي تخدم مجتمعات مهمّشة، أعباء الأمن بمفردها.
كما دعوا إلى تعزيز التضامن بين الأديان والتوعية المجتمعية، معتبرين أن الاعتداء على أي دار عبادة هو اعتداء على حق الجميع في الأمان والكرامة. وأكدوا أن حماية الأماكن المقدسة ليست مسألة أمنية فحسب، بل التزام دستوري وأخلاقي يرسخ مبادئ التعايش السلمي وحرية المعتقد.
واختتمت التقارير بالتأكيد على أن صون حرمة دور العبادة يشكل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وأن مواجهة الكراهية تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات والمجتمع المدني والمجتمعات الدينية، لضمان بيئة يسودها الاحترام والانتماء دون خوف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى