الإسلاموفوبيا تتصاعد عالميًا.. والأمم المتحدة تحذّر من عنصرية ممنهجة تستهدف المسلمين

الإسلاموفوبيا تتصاعد عالميًا.. والأمم المتحدة تحذّر من عنصرية ممنهجة تستهدف المسلمين
تتواصل المخاوف الدولية من التنامي المتسارع لظاهرة رهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا، التي باتت من أكثر أشكال التمييز والعنصرية انتشارًا في الدول الأوروبية وخارجها، حيث يجري التعامل مع المسلمين ـ أو من يُنظر إليهم على أنهم مسلمون ـ باعتبارهم مجموعة عرقية متميزة تُستهدف بالأحكام المسبقة والخطابات العدائية.
وتعرّف الأمم المتحدة الإسلاموفوبيا بأنها “خوف، وتحامل، وكراهية تجاه المسلمين تؤدي إلى العداء والتمييز وعدم التسامح، بما في ذلك التهديدات والمضايقات والإساءة والعنف والتمييز المؤسسي”. بينما يُصنّف مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان هذه الظاهرة كعملية “تعميم وتجريد من الإنسانية تشمل انتهاك الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية للمسلمين”، مؤكداً أنها مرتبطة بأشكال أخرى من العنصرية والتمييز.
ورغم أن الرجال والأطفال يتعرضون للوصم في المدارس والفضاءات العامة وأماكن العمل، فإن النساء المسلمات هنّ الأكثر استهدافًا، خصوصًا بسبب الملابس الدينية كالـحجاب، ما يجعل مقاربة النوع الاجتماعي ضرورية عند وضع السياسات لمواجهة الظاهرة.
وتحذّر منظمات حقوقية أوروبية من أن السياسات المرتبطة بمكافحة التطرف ـ في صيغتها الحالية ـ قد تسهم في تعزيز التمييز ضد المسلمين إذا لم تُبنَ على احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وهو ما دفع اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية (ECRI) إلى طرح توصيات موسّعة تدعو الدول الأوروبية إلى مراجعة آلياتها الأمنية والخطابية لضمان عدم وصم المجتمعات المسلمة.
وفي سياق متصل، اعتُبر تعريف اللجنة البرلمانية البريطانية العابرة للأحزاب عام 2019 من أكثر التعريفات دقة وشمولاً، إذ وصفت الإسلاموفوبيا بأنها “نوع من العنصرية يستهدف كل تعبيرات كونك مسلماً أو يُنظر إليك كذلك”، مما يربط الظاهرة بعمليات “العرقنة” التي تجعل حتى المسلمين الأوروبيين البيض ـ أو معتنقي الإسلام من الغربيين ـ عرضة لتمييز واسع.
وقد أدى هذا الإدراك لخطر الظاهرة إلى تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 مارس/آذار يوماً عالمياً لمناهضة الإسلاموفوبيا، في خطوة رمزية تعكس حجم القلق الدولي من تفاقم العنصرية ضد المسلمين، والدعوة إلى إجراءات فاعلة تحمي حقوقهم وتصون كرامتهم في مختلف دول العالم.




