مراقبون أمريكيون ينددون باتهام دعاة التعايش المسلمين بينما تُغضّ الأبصار عن التطرف الحقيقي

مراقبون أمريكيون ينددون باتهام دعاة التعايش المسلمين بينما تُغضّ الأبصار عن التطرف الحقيقي
يشهد المشهد السياسي في الولايات المتحدة جدلاً محتدماً بعد موجة الانتقادات التي وُجّهت للعمدة المنتخب في نيويورك، زهران مامداني، رغم أن خطابه ومواقفه جاءت – منذ بداية حملته – كانت داعية للسلم ورافضة للعنف، ومنفتحة على مختلف المكوّنات الدينية في المدينة، بما فيها الجالية اليهودية التي التقى ممثليها مراراً.
ورغم ذلك، يتواصل تصويره خطأً كتهديد، في وقت تشير فيه تقارير أمريكية عديدة إلى أن الخطر الحقيقي على الجاليات اليهودية والدينية الأخرى يأتي من التيارات اليمينية المتطرفة داخل حركة MAGA، التي تشهد تصاعداً في الخطاب العنصري ومعاداة السامية، وانتشاراً واسعاً لنظريات المؤامرة والتحريض، حتى داخل الأجيال الشابة من الحزب الجمهوري.
المفارقة، بحسب المتابعين، أن جماعات ضغط يهودية بارزة تركّز جهودها على مهاجمة مسؤول مسلم منتخب مثل مامداني، بدلاً من مواجهة الخطاب المتشدد الذي ينتشر داخل اليمين الأمريكي، والذي بات – وفق مراقبين – أكثر تأثيراً ووضوحاً من أي وقت مضى، ويهدد التعددية والديمقراطية التي تشكّل الضامن الأكبر لأمن الجميع داخل الولايات المتحدة.
وفي خضم هذا الجدل، يؤكد محللون أن التعايش الحقيقي لا يُبنى على التخوّف من المسلمين أو تشويه صورتهم، بل على مواجهة الأصوات التي تحرّض على الكراهية وتقوّض الدولة المدنية. وفي هذا السياق، يُنظر إلى انتخاب مامداني – السياسي المسلم الشاب – بوصفه تجربة ناجحة للتعددية الأمريكية، وليس تهديداً لها.




