رئيس وزراء سلانغور يدعو قادة العالم الإسلامي إلى تحويل تعاليم القرآن إلى سياسات عملية
رئيس وزراء سلانغور يدعو قادة العالم الإسلامي إلى تحويل تعاليم القرآن إلى سياسات عملية
دعا رئيس وزراء ولاية سلانغور الماليزية، أمير الدين شري، قادة المسلمين في مختلف دول العالم إلى الالتزام بتطبيق القيم القرآنية في الحياة اليومية وتحويلها إلى برامج وسياسات تنموية ملموسة تعالج التحديات المعاصرة. وجاءت دعوته خلال كلمته في حفل افتتاح المؤتمر العالمي للقرآن 2025 في العاصمة الإدارية لماليزيا.
وقال أمير الدين إنّ تعاليم القرآن الكريم “لا تقتصر على تعزيز الإيمان الفردي، بل تمثل كذلك إطاراً عملياً لصنع السياسات، والتخطيط الاقتصادي، وتطوير الاستراتيجيات القادرة على مواجهة التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية”. وأضاف أنّ القرآن “مصدر حيّ للهداية، يجب أن ينعكس على الاقتصاد والمؤسسات والمستقبل الاجتماعي للأمة، لا أن يُقرأ من بعيد دون تطبيق”.
وأوضح رئيس وزراء سلانغور أنّ العديد من الآيات القرآنية تؤكد على مبادئ النظام والعمل الجماعي والانسجام مع القيم الأخلاقية، لافتاً إلى أن هذا الإطار الأخلاقي يوفّر حماية للفئات الضعيفة ويعزز العدالة في توزيع الثروة ويرفض مظاهر الاستغلال، فضلاً عن دعمه لمفاهيم الكرامة والشفافية والمساءلة.
وأشار إلى أن الإدارة الحلال تُعد مثالاً واضحاً على كيفية تحويل القيم القرآنية إلى سياسة عامة ناجحة، مبيناً أن ولاية سلانغور عملت طوال أكثر من نصف قرن على ترسيخ منظومة رقابة الحلال باعتبارها مسؤولية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، ما جعل الولاية أحد أبرز المراكز الحلال نشاطاً في ماليزيا اليوم.
ويحمل المؤتمر شعاراً يركز هذا العام على أهمية سورة الصف في تأصيل حلول التنمية الاقتصادية العالمية من منظور قرآني، كما شهد إطلاق حملة “الصف 12″، وهي مبادرة تحدد دور الأمة في 12 قطاعاً اجتماعياً واقتصادياً لتطبيق رسالة السورة وتحويلها من مفهوم نظري إلى خطوات عملية وتعاون طويل الأمد.
ويأتي المؤتمر العالمي للقرآن 2025 ليؤكد – بحسب المنظمين – أنّ بناء مستقبل المجتمعات الإسلامية يبدأ من الالتزام بمنهج القرآن، وتفعيل قيمه في سياسات الدول وفي حياة الأفراد على حد سواء.
