الهشاشة الزراعية تضرب العراق.. جفاف الأهوار ونفوق الماشية يفاقمان الأزمة المعيشية

الهشاشة الزراعية تضرب العراق.. جفاف الأهوار ونفوق الماشية يفاقمان الأزمة المعيشية
تتعمّق أزمة الهشاشة الزراعية في العراق بصورة غير مسبوقة، مع تراجع موارد المياه إلى مستويات خطرة أدت إلى جفاف الأهوار وانكماش الرقعة الزراعية، ما تسبب بنفوق آلاف رؤوس الماشية والأسماك، ودفع المزارعين إلى مواجهة واحدة من أشد الأزمات المعيشية في تاريخ البلاد الحديث.
وذكر تقرير لموقع “أغرو كنسلت” الأوكراني أن العراق يواجه أكبر أزمة تضرب قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية منذ عقود، نتيجة الانخفاض الحاد في مستويات نهري دجلة والفرات، وما ترتب عليه من انحسار الأراضي الزراعية وفقدان مساحات واسعة من المراعي الطبيعية.
وبحسب التقرير، نفقت آلاف الماشية بسبب نقص الأعلاف وجفاف المراعي، فيما شهدت المحافظات الجنوبية انخفاضًا بنسبة 60% في مخزون الأسماك داخل المزارع التجارية، وتراجعًا يقارب 50% في الأراضي المزروعة وفق تقديرات محلية، إضافة إلى جفاف شبه كامل للأهوار في ذي قار والمثنى والبصرة.
وأشار التقرير إلى أن وزارة الموارد المائية تؤكد تحول مساحات شاسعة إلى أراضٍ قاحلة، وما تبع ذلك من نفوق جماعي للجاموس والدواجن، الأمر الذي تسبب بأزمة اجتماعية واسعة، حيث يفقد المزارعون في المثنى وذي قار وميسان مصادر رزقهم ويتجهون إلى المدن بحثًا عن فرص عمل.
وترافقت هذه الأزمة مع ارتفاع ملحوظ في أسعار اللحوم والألبان بنسبة تتراوح بين 25% و40% على مستوى البلاد، وسط غياب بيانات رسمية شاملة حتى الآن حول حجم الضرر الذي لحق بإنتاج الثروة الحيوانية.
من جانبه، أكد وليد محمد رزوقي، مدير عام الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، أن العراق يمرّ بـ”أسوأ أزمة” يشهدها القطاع منذ عقود، لافتًا إلى أن نقص المياه أدى إلى انهيار كبير في إنتاج الأعلاف.
وأضاف أن الوزارة بدأت تنفيذ خطط عاجلة لاستعادة بعض المراعي وزيادة إنتاج الأعلاف، إلى جانب دعم مشتريات الأعلاف للمزارعين وتعزيز عمل مصانع الأعلاف، في محاولة لاحتواء التداعيات الخطرة التي تهدد الأمن الغذائي ومصادر الرزق في البلاد.




