أوروبا

الإسلام في روسيا… حضورٌ متصاعد يعيد تشكيل المشهد الديموغرافي والاجتماعي

الإسلام في روسيا… حضورٌ متصاعد يعيد تشكيل المشهد الديموغرافي والاجتماعي

تشهد روسيا تحولاً ديموغرافياً لافتاً مع تزايد عدد السكان المسلمين، مدفوعاً بارتفاع معدلات المواليد داخل المجتمعات الإسلامية، إلى جانب موجات الهجرة المستمرة من دول آسيا الوسطى، ما يعيد رسم الخريطة السكانية في واحدة من أكبر دول العالم مساحةً وتأثيراً.
ويأتي هذا النمو الملحوظ في وقت يسجّل فيه عدد الروس من ذوي الأصول السلافية تراجعاً تدريجياً، بينما يزداد الحضور الإسلامي رسوخاً في المدن الكبرى، حيث تتوسع المساجد وتُنشأ ساحات صلاة عامة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلّين، خصوصاً خلال المناسبات الدينية الكبرى.
ويعكس هذا الازدهار امتداد الجذور التاريخية العميقة للإسلام في روسيا، ولا سيما في مناطق الفولغا والأورال والقوقاز، حيث ظل المسلمون عبر القرون جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية والاجتماعية للبلاد، وأسهموا في تنوعها الديني والحضاري.
وتشير تقارير دولية إلى أن النمو الهادئ والمتواصل للمجتمعات المسلمة يساهم اليوم في إعادة تشكيل المشهد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في روسيا، إذ بات للحضور الإسلامي وزن أكبر في الحياة العامة، سواء من خلال دور المؤسسات الدينية أو التأثير المجتمعي المتصاعد.
ومع استمرار هذا التحول، يرى مراقبون أن الإسلام يكتسب موقعاً متقدماً في مستقبل البلاد، في ظل الحاجة المتزايدة إلى قيم التعايش والاعتدال والانسجام التي يحملها الدين الحنيف، والتي يمكن أن تسهم في تعزيز الاستقرار والتنوع داخل المجتمع الروسي متعدد الأعراق والأديان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى