أمريكا

معرض نيويورك يفضح الأسطورة الغربية: العرب والمسلمون بَنَوا المدينة قبل أن تُبنى ناطحات سحابها

معرض نيويورك يفضح الأسطورة الغربية: العرب والمسلمون بَنَوا المدينة قبل أن تُبنى ناطحات سحابها

في قلب نيويورك، المدينة التي لا تنام، يُفتح باب التاريخ على مصراعيه ليكشف عن حقيقة طالما حاولت الرواية الغربية تجاهلها: وهي أن العرب والمسلمين لم يكونوا ضيوفاً على هذه المدينة، بل كانوا من صانعي ملامحها الأولى.
في المعرض الجديد الذي تحتضنه مكتبة نيويورك العامة تحت عنوان “نييو يورك”، يُعرض تاريخٌ زاخر يمتد لأكثر من قرن من الزمن، يروي حكايات المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذين حملوا معهم قيم العمل، والكرامة، والإيمان، ليغرسوها في تربة هذه المدينة الصاخبة.
المعرض لا يكتفي بعرض الصور والوثائق، بل يكشف أيضاً زيف الصورة النمطية التي روّجت لها الثقافة الغربية عن العرب والمسلمين، من خلال أرشيفات وصور نادرة لمهاجرين دخلوا عبر جزيرة إليس في بدايات القرن العشرين، بعضهم يرتدي العمامة أو الجلابية البيضاء، وآخرون يحملون رموزهم الإسلامية في وجه محاولات الطمس والتشويه.
ويقدّم المعرض أيضاً رؤية نقدية حول تمييزٍ مؤسسي قديم كان يضع المسلمين والعرب خارج الصورة الأمريكية “النقية”، في زمن كانت الجنسية الأمريكية لا تُمنح إلا لمن يُصنفون “بيضاً”، ما اضطر بعض المهاجرين العرب إلى تغيير أسمائهم أو هوياتهم حفاظاً على البقاء.
لكن رغم كل ذلك، ظلوا أوفياء لهويتهم، وساهموا في نشر ثقافة التسامح والإبداع والعمل الشريف، حتى باتت أحياء كاملة من نيويورك تتنفس روح الشرق، من أصوات المقاهي العربية إلى متاجر اليمنيين الذين أصبحوا رمزاً للعمل والاعتماد على النفس.
وفي لحظةٍ تاريخيةٍ تعيشها المدينة بانتخاب أول عمدة مسلم في تاريخها، يأتي المعرض كإشادة واضحة بالدور الإسلامي والعربي في بناء نيويورك الحديثة، برسالةٌ تؤكد أن الإسلام لم يكن غريباً عن الحضارة الأمريكية، بل كان جزءاً من صُلبها الإنساني المتنوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى