اكتشافات أثرية جديدة تكشف موقع «عاد وإرم» في جنوب الأردن بدل اليمن

اكتشافات أثرية جديدة تكشف موقع «عاد وإرم» في جنوب الأردن بدل اليمن
أعادت دراسات أثرية حديثة الجدل حول موقع «عاد وإرم» المذكورتين في القرآن الكريم، بعد أن كشفت بحوث علمية ونقوش قديمة في جنوب الأردن عن معطيات تنقض ما ذهب إليه كثير من المفسرين القدماء من أن موطنهما كان في اليمن.
وبحسب دراسة حديثة للباحث أحمد الجلاد، استندت إلى مجموعة من النقوش النبطية المكتشفة في وادي رم ومحيطه، فإن منطقتي «عاد» و«إرم» كانتا في شمال الجزيرة العربية، أي في جنوب الأردن الحالي، وليس في جنوب الجزيرة كما كان يُعتقد.
وتدعم هذه النتائج أدلة أثرية متزايدة، أبرزها نقوش عُثر عليها في معابد نبطية قرب جبل رم تشير إلى «الإله العظيم الذي في إرم»، وأخرى في معبد اللات بمنطقة عين الشلالة، ما يثبت أن «إرم» كانت منطقة مأهولة ومعروفة في تلك الحقبة. كما عُثر على نصوص أخرى تذكر قبيلة «عاد» ودورها في بناء معبد اللات، ما يدل على تداخل جغرافي وتاريخي بين الاسمين في المكان ذاته.
وتوضح الدراسة أن هذه النقوش، التي تعود إلى القرنين الأول والرابع الميلاديين، تعزز فرضية أن «قوم عاد» عاشوا في منطقة وادي رم قبل الميلاد وبعده، وهو ما يجعلها أقرب إلى موقع «إرم ذات العماد» الوارد ذكرها في سورة الفجر.
وفي السياق نفسه، أشار الجلاد إلى أن هذه النتائج قد تفتح بابًا جديدًا لفهم دلالات النص القرآني، مقترحًا قراءة مختلفة للآيتين الكريمتين «بِعَادِ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ» باعتبار «عاد» و«إرم» تركيبًا واحدًا يشير إلى جماعة ومكان معًا، أي «عاد إرم»، وليس كاسمين منفصلين كما هو شائع في القراءة المتداولة.
ويخلص الباحثون إلى أن علم الآثار يمكن أن يسهم في إعادة قراءة النصوص المقدسة في ضوء الأدلة الميدانية، إذ أظهرت هذه الاكتشافات أن موقع «عاد وإرم» الحقيقي قد يكون في جنوب الأردن، لا في اليمن، ما يمنح بعدًا جديدًا لفهم التاريخ القرآني والأنثروبولوجي للمنطقة.




