أكبر تهميش انتخابي في الهند الحديثة: مسلمو بيهار يصوّتون لكن بلا تمثيل حقيقي

أكبر تهميش انتخابي في الهند الحديثة: مسلمو بيهار يصوّتون لكن بلا تمثيل حقيقي
كشف تقرير نشرته صحيفة “كونتر فيو” الدولية عن أزمة تمثيل غير مسبوقة للناخبين المسلمين في ولاية بيهار الهندية، حيث يشكّل المسلمون نحو 18% من السكان ويؤثرون على نتائج 87 دائرة انتخابية من أصل 243، إلا أنهم يواجهون انتخابات نوفمبر المقبلة دون أي ضمان لتمثيل سياسي حقيقي.
ويشير التقرير إلى أن الأحزاب الكبرى، من تحالف “ماهاغاثباندهان” إلى “جاناتا دال” و”الكونغرس”، اكتفت برموز مسلمة محدودة، في حين لم يرشح حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم أي مرشح مسلم على الإطلاق. كما أن تحالف ماهاغاثباندهان رشّح ثمانية مسلمين فقط، بينما يشارك حزب مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند (AIMIM) في سباق محدود بعد فقده أربعة نواب سابقين.
ويصف المراقبون المشهد بأنه “أزمة تمثيل خانقة”، إذ لم يُنتخب في عام 2020 سوى 19 نائبًا مسلمًا من أصل 243، رغم قدرة الكتلة الإسلامية على ترجيح كفة أي تحالف إذا صوّتت بشكل موحّد. وما يزيد المخاوف، بحسب التقرير، هو المراجعة الانتخابية الأخيرة التي أدت إلى حذف أعداد كبيرة من الناخبين في الدوائر ذات الأغلبية المسلمة، ما أثار اتهامات باستهداف سياسي متعمد.
ويرى محللون أن منطقة سيمانشال شمال بيهار، التي تضم مدنًا كـ أراريا وكاتيهار وكيشانغانج وبورنيا، تشكّل المعركة الحقيقية على هوية التصويت الإسلامي، حيث تصل نسبة المسلمين إلى 70% في بعض المناطق، إلا أن وزنهم السياسي يظل محدودًا بشكل صارخ.
التقرير يطرح تساؤلاً موجعًا: كيف يمكن لمجتمع يشكّل ما يقارب الخمس من سكان الولاية أن يظل بلا تمثيل سياسي حقيقي؟ وتصف الصحيفة هذه الحالة بأنها مفارقة ديمقراطية مريرة وغير مسبوقة، تعكس استمرار تهميش المسلمين في المشهد الانتخابي الهندي الحديث.