المرجع الشيرازي: القرآن الكريم يندّد بمن يأمر بالخير ولا يفعله ويدعو لمطابقة الأفعال للأقوال

المرجع الشيرازي: القرآن الكريم يندّد بمن يأمر بالخير ولا يفعله ويدعو لمطابقة الأفعال للأقوال
أكّد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، أنّ القرآن الكريم يندّد بالشخص الذي يأمر بالخير ولا يفعله، ويستهجن من ينهى عن الشرّ ويأتيه، موضحًا أنّ مطابقة الأفعال للأقوال تمثّل ضرورة إلهية وسلوكًا أصيلًا في نهج أهل البيت عليهم السلام الذين كانوا أوّل من يعمل بما يقولون.
وقال سماحته في محاضرته ضمن سلسلة نبراس المعرفة إنّ الله تعالى جعل أهل البيت عليهم السلام «نبراسًا وضياءً وهدًى للناس أجمعين، إذ كانوا ملتزمين بالعمل بما يدعون إليه، فإن أمروا بشيء كانوا السبّاقين إليه، وإن نهوا عن أمر كانوا أول من ينتهي عنه».
وأشار سماحته إلى أنّ القول الذي لا يقترن بالعمل لا يرضاه الله تعالى، بل يعدّه نوعًا من الكذب والخداع، مؤكدًا أنّ هذا السلوك يُضعف المنظومة الأخلاقية ويؤدي إلى فقدان الثقة بين الناس، لأنّ من يعظ ولا يطبّق مواعظه لا يكون قوله مؤثرًا في الآخرين.
وبيّن المرجع الشيرازي أنّ الفرق بين الصالحين وغير الصالحين يكمن في التزامهم العملي بما يقولون، فالكلام الصادق إذا اقترن بالفعل يصل إلى القلوب ويُعمل به، أما الكلام المجرد من التطبيق فلا أثر له.
وفي سياق حديثه، انتقد سماحته الحكام المستبدين الذين يطلقون الوعود والشعارات دون أن يلتزموا بتطبيقها، مبينًا أنّ هذا النوع من السلوك يزرع الكذب ويفقد المجتمع الثقة بالقيادة، بينما الحاكم الذي يقرن القول بالعمل يسهم في بناء مجتمع صادق ومتماسك.
وختم سماحته بالدعوة إلى أن يبدأ كل إنسان بنفسه وأسرته ومحيطه في تطبيق ما يدعو إليه، سواء كان معلمًا أو موظفًا أو صاحب منصب، لأنّ أفضل الوعظ هو ما يُعمل به أولًا، وأقوى التأثير يتحقق عندما يلتزم القائل والواعظ والمسؤول بربط القول بالفعل والوعظ بالتطبيق.